كشف الجيش الأمريكي أنّه يدرس مع تونس سبل مواجهة القلق الأمني المشترك ويشمل ذلك استخدام لواء أمريكي للمساعدة الأمنية. جاء ذلك في بلاغ أمس الجمعة صادر عن قيادة الجيش الأمريكي بإفريقيا "أفريكوم" حول فحوى المكالمة الهاتفية التي جرت منذ يومين بين وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي وقائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند. وأشار المصدر إلى أنّه "مع استمرار العنف في ليبيا والحاجة إلى ضمان أمن إقليمي أوسع، يبحث تاونسند مختلف القدرات وإمكانيات الولاياتالمتحدة التي تعزز الشراكة والأمن والاستقرار الإقليميين". ونقل البلاغ عن تاونسند قوله: "بينما تواصل روسيا تأجيج نيران النزاع الليبي، فإن الأمن الإقليمي في شمال إفريقيا يشكل مصدر قلق متزايد". وتابع: "نحن نبحث عن طرق جديدة لمعالجة المخاوف الأمنية المتبادلة مع تونس، بما في ذلك استخدام لواء للمساعدة الأمنية. حيث تعترف تونس بفوائد القيم الأمريكية والاحتراف والالتزام. إنهم يقدرون كثيرا شراكتنا". وكشفت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، يوم الثلاثاء الماضي أنّ روسيا أرسلت مؤخرا مقاتلات إلى ليبيا لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب ميليشيات المشير خليفة حفتر. وأوضحت أفريكوم من مقرها العام في شتوتغارت بألمانيا أنّ المقاتلات غادرت روسيا وتوقفت أولا في سوريا حيث "أعيد طلاؤها لتمويه أصلها الروسي" قبل وصولها إلى ليبيا. وكانت وزارة الدفاع التونسية ذكرت في بلاغ لها أنّ موضوع التعاون العسكري بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوتونس، وسبل تدعيمه، مثّل محور المكالمة الهاتفية التي جرت صباح الخميس 28 ماي 2020، بين وزير الدفاع وقائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا. ونقلت عن الجنرال الأمريكي إشادته بمتانة العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين والمبنية على الثقة والاحترام المتبادلين، ومؤكدا "استعداد الإدارة الأمريكية الدائم لدعم القدرات العملياتية للمؤسسة العسكرية التونسية". ولم يتطرق البلاغ إلى موضوع الوضع الأمني الإقليمي والمخاوف المتعلق بتأجيج الصراع في ليبيا بتدخل روسي. ولم يصدر إلى حدود اليوم السبت أي تعليق رسمي، في تونس، على مضمون البلاغ الذي أصدره الجانب الأمريكي عن فحوى الاتصال الهاتفي بين الجانبين. ووجه وزير الدفاع الوطني خلال هذه المكالمة دعوة إلى قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا لزيارة تونس. كما اتفق الجانبان على إعادة برمجة الأنشطة الثنائية بما فيها التمارين المشتركة والتي تأجل تنفيذها بسبب الوضع الاستثنائي الصحي. يشار إلى أنّه منذ سنة 2011 أنفقت الولاياتالمتحدةالأمريكية ما يفوق 1 بليون دولار لدعم الجيش التونسي، وفق بلاغ القيادة الأمريكية في إفريقيا.