ظهرت سوق جديدة في مصر أساسها الاتجار ببلازما دم المتعافين من فيروس كورونا بعد صدور نتائج دراسات تؤكد أن الأجسام المضادة الموجودة بأجساد المتعافين تمثل علاجا ناجعا وفعالا لمرضى "كوفيد 19". وتقوم فكرتها على الاستفادة من استجابة الجهاز المناعي لدى المتعافين من الفيروس، حيث يقوم الجهاز بإنشاء أجسام مضادة تقوم بمهاجمة الفيروس، وتنجح بذلك في القضاء عليه ويتعافى المريض، وبعد ذلك وبمرور الوقت تتراكم هذه الأجسام في الجزء السائل من الدم "البلازما" في جسم الشخص المتعافي، فيتم عزلها من البلازما لاستخدامها في علاج أشخاص آخرين مصابين لم تنجح أجسامهم في إنتاج الأجسام المضادة اللازمة للتغلب على الفيروس. ونشطت تجارة البلازما مع دخول بعض المستشفيات الخاصة على الخط ورغبتها فى التربح من الأزمة فزادت فى نشر السماسرة للبحث عن متعافى الكورونا والتفاوض معهم لبيع البلازما، وتراوحت الأسعار الأكثر تداولا في السوق السوداء بين 10 آلاف إلى 25 ألف جنيه للتر الواحد من بلازما دم المتعافين في مصر. ووثقت السلطات المصرية ظهور سماسرة بلازما دم على الإنترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لشراء الدم من المتعافين، مستفيدين من إعلان وزيرة الصحة المصرية عن نجاح تجربة المستشفيات المصرية لعلاج المصابين ببلازما دم المتعافين. وأصدر الأزهر فتوى بتحريم بيع بلازما الدم، مؤكداً أن هذا السلوك لا ينبغي أنْ يتعامل به مريض الأمس مع مريضِ اليوم. وقال: " إن جسد الإنسان بما حواه من لحم ودم ملك للخالق سبحانه لا ملكا للعبد، ولا يحق لأحد أن يبيع ما لا يملك"، مضيفاً: "ثم إنّ ثمن الدّم حرام لا يجوز، لأن الشيء إذا حٌرم أكله حُرم بيعه وثمنه". وتابع: "أشد من بيع الدم حرمة أن يتاجر المُتعافي بآلام الناس فيبالغ في ثمن دمه، ويعقد عليه مزادا سريّا أو علنيّا، وأن يستغل حاجة الناس ومرضهم وفاقتهم". في المقابل، اطلقت وزارة الصحة حملة لتعزيز المتعافين من فيروس كورونا المستجد على التبرع ببلازما الدم للمساهمة في علاج الحالات الحرجة من مصابي فيروس كورونا على أن تتراوح أعمار المتبرعين بين 18-65 عاما . فيما أفاد مصدر بوزارة الصحة أن أعداد المتبرعين ببلازما الدم حتى الآن 45 متبرعا مشيرا إلى أن ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي عن تصريح الصحة بأن هناك 600 ألف متبرع بالبلازما من المتعافين من الفيروس غير صحيح ، متحديا من يتداولونه أن يأتوا بدليل على صحته . وقبل أسبوعين، أعلنت الوزيرة الصحة والسكان المصرية هالة الزايد عن نجاح تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة. وأشارت الوزيرة إلى أنه تم تطبيق تجربة حقن بلازما المتعافين لبعض مصابي فيروس كورونا من الحالات الحرجة بمستشفيات وزارة الصحة والسكان، كما تم توفير البلازما لاثنين من المستشفيات الجامعية بعد طلبها، حيث أظهرت التجربة نتائج مبدأية مبشرة من خلال نسبة تعافي جيدة للمرضى وتقليل احتياج المرضى لأجهزة التنفس الصناعي مع زيادة نسب الشفاء وخروج المرضى من المستشفيات.