اعتبر خليل البرعومي عضو المكتب التنفيذي بحركة النهضة أنّ رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ اختار الهروب إلى الأمام في الوقت الذي يدرك فيه جيّدا أنّه أصبح هو شخصيا عنوان أزمة سياسية واقتصادية في البلاد. ويأتي تصريح عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة إثر إعلان إلياس الفخفاخ مساء اليوم الإثنين 13 جويلية 2020 رفضه مقترح حركة النهضة إجراء مشاورات لتشكل "مشهد حكومي بديل". وقال خليل البرعومي إنّ مطلب حركة النهضة هو حكومة واضحة وشفافة ولها الإمكانيات التي تخول لها معالجة الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد في الوقت الراهن. وشدّد البرعومي على أنّ الفخفاخ "لا يستطيع معالجة الملفات المطروحة الآن خاصة بعد أن أصبح محل شبهة أثارتها عدة أطراف وأصبحت اليوم محل نظر القطب القضائي الاقتصادي والمالي". وأضاف المتحدث: "الفخفاخ اختار الهروب إلى الأمام والتمسك برئاسة الحكومة والحكومة والتحايل على الائتلاف الحكومي وعلى الشرعية التي جاءت به، وكان الأولى به إرجاع الأمانة إلى مجلس نواب الشعب عوض محاولة إقصاء النهضة، التي منحته 40 بالمائة من الأصوات التي حصل عليها في البرلمان، مثلما عمد إلى إقصاء غيرها". وتابع عضو المكتب التنفيذي للنهضة قائلا: "تصرف الفخفاخ غير مسؤول وتمسّكه برئاسة الحكومة وبالحكومة لا يعبّر عن حسّ وطني وأخلاقي في مستوى الظرف الذي تعيشه البلاد". لا نيّة لسحب وزراء النهضة أكّد خليل البرعومي أنّ حركة النهضة لا تنوي سحب وزرائها ولا تسعى إلى إحداث الفراغ. وقال: "ننوي إعمال الآليات الدستورية ولنا شرعية شعبية وانتخابية تمكننا من القيام بمبادرات في هذا الاتجاه". وأضاف: "كنا نتمنى الذهاب في الطريق السهل لكنّ الفخفاخ اختار تضييع الوقت على التونسيين والمغالبة السياسية التي ستضرّ به هو ومن يدفعه في خياره الحالي". لا تعارض مع رأي رئيس الجمهورية وتعليقا على الرأي الذي صرح به رئيس الجمهورية قيس سعيد عند استقباله اليوم رئيس الحكومة بمعية الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، قال البرعومي: "لسنا في تعارض مع رئيس الجمهورية، فهو تحدث عن الآليات الدستورية وعن فحوى الدستور الذي نوافقه عليه، في حين نحن تحدثنا عن مبادرة سياسية تسبق الآليات الدستورية حتى لا نجرّ البلاد إلى الفراغ. موقف مبدئي وأخلاقي شدّد خليل البرعومي على أنّ حركة النهضة تتمسك بمبادرتها من أجل مشهد حكومي جديد، باعتبارها مبادرة من أجل مصلحة البلاد. وأشار إلى أنّ حركته لم تسلك خيار ابتزاز إلياس الفخفاخ عبر الملفات المتعلقة به لدى الهيئات والجهات القضائية، وطرحت مقترحا تحت خيمة الدستور، مفتوحا لجميع الأحزاب والمنظمات الوطنية وحتى الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي. وأضاف البرعومي قائلا: "موقفنا مبدئي وأخلاقي ولم نذهب في سياسة الملفات، رغم أنّ الفخفاخ هو في حالة من الضعف الكبير بسبب ملفاته وكان عليه أن يراعي سمعة الحكومة وسمعة الدولة أمام شركائها والمانحين الدوليين". وتابع المتحدث: "ما نراه هو تمسّك بالمناصب دون رؤية لحلّ المأزق الحالي". الإقصاء وقال خليل البرعومي إنّه يوجد في الساحة عديد الشركاء الوطنيين الذين يشاركون حركة النهضة رؤيتها لحل الأزمة السياسية الحالية. وأضاف أنّ حركة النهضة ليست لها مخاوف من أن تجد نفسها في عزلة. وتابع قائلا: "حركة النهضة كانت في أغلب تاريخها في المعارضة وهذا لا يقلقها، وستعمل على أن تكون في خدمة الناس"، وفق تعبيره.