لم يصبها هوْس الحجر بغصّة في مقتل الرّوح كغيْرها، لا فرق عندها بين أيّام الحجر وغيْره. لا تفضل الخروج وكثرة الاختلاط. تشغل نفسها بقراءة القصص الرومانسيّة والروايات البوليسيّة وتطريز حواف المفارش والأغطية بالخيوط الصوفيّة الملونة بعد أعمال المنزل ومساعدة الزوج في الزراعة والاعتناء بحيواناتها الأليفة. "لم ترد الذهاب معي. لم تتحرك أصلا من مكانها منذ صباح الأمس. أنا قلق عليها. طلي عليها حينما تنتهين من واجباتك المنزليّة." عدّل الزوج من وضع بضاعته من الخضروات الورقيّة والثمار الغضّة والحشائش العطريّة والفسائل المختلفة، بعد أن أحكم ربطها جيّدا من الخلف. غطّاها بقطعة القماش القطنيّة وأشبعها برشّات كريمة من الماء بكلتا يديه. ركب درّاجته الهوائيّة. وانطلق باكرا في طريقه إلى السوق الأسبوعيّة، على بُعد ثمان كيلومترات تقريبا، ليحصل على مكان استراتيجيّ في منتصف الممرّ الذي يسير فيه المارّة والمتسوّقين متمتما: "يا فتّاح يا رزّاق يا كريم". ينسلُّ من دفء حضن زوجته الغضّة، قبيل آذان الفجر الأوّل ليجمع الخضر النديّة من حقله الملاصق لبيته الطيني، في نشاط عجيب. بسرعة يقسم الثمار والأوراق بخفة وعدالة إلى حزمات منظّمة شهيّة، راضيا في كلّ فصل بما يمنح المولى من عطايا وخيرات مختلفة، طوال سنوات عمره الخمسيني. أما الزوجة الريفيّة النّشطة، الأربعينيّة، الصابرة، التي لم تكمل تعليمها الابتدائي، كانت قد استيقظت بعده بقليل لتعدُّ له الفطور، انتهت بالفعل من غسيل الملابس الشتويّة والمفروشات الكتانّية والأغطية الصوفيّة منذ يومين. إلاّ أنّها نظرا لتقلب طقس شهر أفريل تنشر غسيلها فوق الأسلاك المعدنيّة التي مدّها الزوج من جانب السور الأيمن حتى نهاية المدخل الشرقي للحظيرة، في كلّ صباح، متربصة بأشعّة الشمس الصباحيّة الدافئة قبل تغيّر الطقس، وهجوم النسمات المخادعة المحمّلة بالرّطوبة التي تؤخر جفاف الأغطية الكتانيّة والملابس الثقيلة. فتضطر إلى مراقبة غسيلها والطقس معا في كلّ وقت من ساعات النهار. وعند انخفاض درجة الحرارة ومعابثة الرياح، تعدو لحمايته من براثن التقلبات. وحمله وإدخاله إلى البيت خوفا من هطول المطر. لمْ يمنّ المولى عليهما بالذريّة، رغم مرور أربعة عشر عاما على الزواج، ورغم المحاولات المستمرة للعلاج في السنوات السبع الأولى. فكانا كلما ادّخرا مبلغا من المال، ذهبا إلى الأطباء في المدينة البعيدة للتّداوي وطلب المشورة والنصح الطبي. كانت نتائج التّحاليل سلبيّة فلا عوائق طبيعية ولا عقم ولا أمراض وراثيّة. بل إنّ محاولات الزّوجة السريّة الدائمة للتداوي بالطب الشّعبي "الرعواني" باءت جميعها بالفشل هي الأخرى. فسلّما أمرهما للمولى، وآمنا أنّها إرادة الله عزّ وجلّ. (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيما). يزورهما كلّ يوم تقريبا أولاد الأخوة والأخوات بعد العودة من مدارسهم. فيملؤون البيت ضحكا وعدوا وصيّاحا ولعبا، حتى بُعيْد المغرب بقليل منسحبين إلى منازلهم فرحين. والزّوجة وزوجها ينتظران الأولاد يوميّا في لهف وصبر وفرح وكرم وحنان ومودة. إلاّ أنّ ظروف انتشار الوباء في البلاد قد قصّرت زيارات الصغار التزاما بتوجيهات الوالدين الواعية بحجم الخطر الدّاهم وتوقّيا من الفيروس اللّعين. حملت الأغطية والدّثار الصوفيّة وطرحتها فوق الأسلاك المعدنيّة أوّلا حتى تستطيع أنْ تضع فوقها الملابس الشتوية الثقيلة الخاصة بزوجها. ندمت على إصرارها إقامة سور منخفض من أنصاف جذور الأشجار التي لا يتعدّى طولها المتر، حول قطعة الأرض التي تضمّ البيت وتلك الرقعة الزراعية التي يفلّحونها، حتى يتسنّى لها مراقبة الأفق الرحب من بعيد. وينطلق نظر الرائي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا صوب الطبيعة الخضراء الخلاّبة التي تروّض النفوس الجامحة وتشفي القلوب الموهومة. وإلاّ كانت قد استغلت الأسوار العالية في وضع أغطيتها الصوفيّة الضخمة المتعدّدة الطّبقات. سمعتْ صوت صهيلها المكتوم وخوارها العليل. تركتْ ما بيدها من ملابس وذهبتْ على الفور صوب الحظيرة تستكشف الأمر. كانت "باهية" هي كلّ ما يملكونه من ثروة متحرّكة. تلك الفرسة الرماديّة الأصيلة الفتيّة الطيّبة التي أصبحتْ فردا ثالثا في العائلة منذ أن حلّت بينهم. تعاونهم في كلّ شيء: الحمل والتّقليب والجرّ والذهاب إلى السّوق وحتى اللّعب واللّهو مع الصغار والتّسرية عنهم خاصة منذ انتشار الوباء الذي حمل الجميع على التزام البيوت وعدم التجول بالخارج. تزامن ذلك مع تضّخم بطنها وثقل حملها. فاكتفي جميع الصغار بدورة واحدة فوق ظهرها العفيّ حول المساحة الداخلية للبيت متضاحكين وهم يمسدونها بكلّ حنان ومحبة. في ربيع العام الماضي كانوا قد عرّضوها لتُلقّح من حصان الحاج "عبد الله" القوي العنيد. حصان أُوتِيَ به من القرية المجاورة بعد إلحاح الزّوج على الحاج مرارا وتكرارا. كانوا في شكّ من تناسب حيواناته المنويّة وبويضات فرستهم البهيّة. حتى ظهرت البشائر متمثلة في تحايلها من أجل أن تبقى في مكانها بالاسطبل، وكسلها وقلة نشاطها وتهاونها وعدم تعاونها. ناهيك عن بروز بطنها الذي قُوبِل بالابتهاج والموافقة والحماسة والتّباريك من الجميع كبارا وصغارا. انتصبت في مقامها المفروش بالقش تستقبلها، مثقلة متعبة، تخطو مقتربة من الزوجة فرحة بصحبتها. اقتربت برأسها من صدر الزوجة تسرّها: " احتاج للدّعم والصحبة الدائمة. اشتهي الحنان والاهتمام الزائد. ابقي معي. لا تتركيني." ثم تراجعت خطوتين لتعود إلى مكانها وسط القشّ الجاف، منهكة لاحول لها ولا قوة. تيقّنت الزّوجة أن الموعد قد حان وشهورها الإحدى عشر قد انقضت. وعليها الآن أن تبثها الأمان والسّلام اللاّزمين حتى ترضى وتسمح بخروج الوليد. اندفعت الزّوجة إلى البيت بسرعة النيزك مزهوة. متّجهة صوب غرفتها في آخر الرّواق الداخلي كي تأتي بالهاتف الشخصي وتبلغ زوجها بالخبر المنتظر. فوجئت بهاتف زوجها يتمدّد جثة هامدة، ملاصقا لهاتفها فوق الطاولة الخشبية بجانب الفراش. تنهّدت بعمق تنخلع له القلوب. وتذكرت حينها فقط قراره الصّارم في عدم حمل الهاتف في أيّام ازدحام السّوق. بعد أن سرق منه مرّة منذ أعوام خلت. فعادت لتقف على حافة المسؤولية متهيّبة، مرتعبة أنّها ستتحمل ثقل المهمّة المحفوفة بالمخاطر وحدها. كانت تعتمد عليه اعتمادا كبيرا في كلّ شيء وخاصة في المهام التي تتعلق بالشراء والبيع والتعامل مع المجتمع، نظرا لطبيعتها الهادئة الصموتة غير الاجتماعية. والآن تشعر بأنّها غير مهيأة للتّعامل مع ذاك الخطب الجلل. وأنها في حاجة ماسّة إلى وجوده بجانبها لتصريف هذا الشأن الداخلي الحيوي العاجل. رجعت بسرعة إلى الحظيرة وهي تتلمظ غصّتها. متوقفة أمام المدخل متسمّرة في الأرض حيرى: "من أنادي يا رب في هذه الساعة المبكّرة؟ من يساعدني؟ من يجيرني؟ ومن أسأل؟ ماذا أفعل؟ وبمن أتصل في ظروف الحجر والوباء هذه؟". أخذت تطوف حول نفسها مغيّبة الفكر فائرة الروح. سمعت خوار فرستها المستجير وهي ترفع رأسها إليها. دون أن تتمكّن من القيام من مربطها مرّة أخرى. تنظر إليها بعينين تقطران شرودا ووجعا. تكاد تذوبان من فرط الخواء والخدّر. اقتربت الزّوجة من الفرسة بتأنّ. انحنت تربّت على جبينها الأغرّ. تزيح شعر ناصيتها من مكانه الغارق بالعرق، متسربلة في رعبها، كأنّها لا تدري ما تفعل. ترفع رأسها في الهواء تارّة. وتخفض رأسها إلى ما دون سطح الأرض تارّة أخرى. أخذت تمسّد رأسها بالكامل بكلتّا يديّها وتمرّ بأناملها العشرة على جيدها وشعرها النّاعم وجبينها العالي وأذنيْها الصّغيرين وعينيْها المغمضتيْن المرهقتيْن وأهدابها السّوداء وعظام فكيْها وخشمها وأسفل ذقنها. طفقت تتمتم: " يالله يالله". نزلت بأناملها وباطن كفّها الأيمن على وجهها وصدغيْها. تمسّد وتمسح ما به من حبات عرق. وما إن فعلت حتى أخرجت لسانها الوردي الضخم تريد أن تلعق يدها. تركت لها الزوجة أناملها وكفها بهدوء ورهافة لتلعقها بإخلاص ولهفة. شعرت بلسانها جافا ساخنا. قامت مسرعة لتأت بسطل بلاستيكي مليء بالماء حتى منتصفه تقريبا. وضعته أمام فمها. جلست بجانب رأسها. تحاول أن تخفّف عنها محنتها. قربت منها سطل الماء. شمّته دون أن تتمكّن من تذوقه. لسانها كان متدلّيا وفمها مفتوحا وأهدابها مرتخية. صامتّة تماما. شعرت بأنفاسها الحيّرى الساخنة المتلاحقة. أدخلت الزّوجة كفها في سطل الماء. بلّلت أصابعها الأربعة دون الإبهام. مسحتْ على فمها وشفتيْها من الخارج. ودون انتظار ردّة فعل، أدخلتْ كفّها مرّة ثانية ومسحت لسانها الجاف. عندئذ تحركت عضلاتها قليلا واستطاعت بلع ريقها وبعض القطرات. فاغترفت حفنة من الماء بكفّها وأفرغت محتواه كاملا في فمها. بعد أن رفعت بيدها اليسرى صدغيها عاليا. عادت تنظر إلى جسدها الممدّد فوق القش الجاف. متمعّنة في أعضاءها الظاهرة وعضلاتها المتصلّبة حينا والمرتخية حينا آخر. حتى لاحظت الانقباضات تتزايد بداخل كرشها المنتفخ. وأرجل الوليد تتحرك في الداخل ضاغطة على جلد البطن فتظهر وخزاته خارجا واضحة جليّة. اغترفت مرّة رابعة من سطل الماء حفنة بكفّها لترتشف هي منها هذه المرّة بعض القطرات. بعد أن شعرت بجفاف شديد في حلقها، من أثر توتّر اللّحظات الثّقيلة التي انقضّت على صباحها البشوش البهيج كالطّوفان الهادر. مسحتْ وجهها بالماء البارد برودة الصباح النديّ وهي تكرع قلقها وارتباكها. تحاول النظر في عيون فرستها الجميلة مطمئنة: "هيا يا ماما. هيّا يا عفيّة. هيّا يا بهيّة. تستطيعين الفوز والنّجاة. تستحقّين الحياة والفرح." كانت عيناها منهكة مطفأة البريق طافحة بالآلام والأوجاع النّاهشة في جسدها طيلة ساعات الليل وبعض من ساعات الصباح. كلّما حاولت نظرات الزّوجة التسلّل إليها، زاغتْ نظراتها الوجلة. تغمضها لحظات ثم تفتحها خائرة القوى. تبدو غارقة في دموع تستغيث، معلّقة لا تسقط. تبث نظراتها معاني من الحزن والوجع والاستنجاد والدّعاء والرّجاء والاستجداء والاضطراب والرّهافة، لا تستطيع أيّ لغة في العالم أن تترجمها. وهي التي كانت تملأ الحظيرة والأرض الزّراعية والبيت والطرقات وقلوب الصّغار والكبار بصيحات مجلجلة مشعّة تهتك ستر الحياة. تستدرج سمت الصحّة والصّفاء والأمل والفرح والانتشاء. حاولتْ استحضار الآيات القرآنية التي تحفظها عن ظهر قلب وتردّدها في كلّ صلاة. لم تجد أيّ أثر لها في لحظاتها المضطربة تلك. انطلقت تذكر في نوبة مسترسلة، بصوت مسموع واضح: "الله الله الله... يالله يالله يالله." تحاول تحصينها وحمايتها وطمأنتها. أخذتْ تشاطرها قطرات العرق، الذي راح يغمر في رحابة جسديْهما. لم تتخيّل نفسها أبدا، أنها سوف تشرف بمفردها على عملية ولادة حقيقيّة. وهي العاقر التي تتنفّس عمرها متمنّية صغيرا يملأ صمت أيامها. داهمها خوارها الشاهق الصّاهد يخلعها من أفكارها المضطربة ومن المرارة والتمنّي المعتّقين في صدرها. المعلّقين بالتساؤل والرجاء والحكمة الربانيّة العميقة. في غمار اضطراب خواطرهما المثلجة، انساب ماء الرّحم فوق القشّ الجافّ. لتشعر به ساخنا أسفل فخذها الأيسر مرافقا لصهيل مكتوم مكلوم. انتفضتْ واقفة راجعة إلى الوراء، حذرة من أن تمسّها بسوء. تبعتها الزّوجة في الانتفاضة والحذر والاقتراب. لم تستطعْ أن تلمس كرشها المنتفخ من تلاحق الانقباضات. اقتربتْ من مؤخرتها لتجد ذيلها منتصبا، وفتحة مهبلها في اتّساع مضطرد وعضلاته المتوتّرة آخذة في الانقباض والانبساط بشكل سريع متلاحق، إيذانا بالقرب الآزف من موعد الحصول على اللذة الكاملة. مدّتْ الزّوجة يدها بلطف ودعّة بعد أن شمّرت عن ذراع ردائها المنزلي، كاليرقة الرّشيقة تحاول الولوج بشكل حثيث داخل رحم الفرسة حتى تساعد في ازدياد اتّساع فتحة المهبل، المعتمر بانقباضاته المتسارعة، الضّاج بسوائله اللّزجة الشّفافة الهابطة ببطء من بين فخذيها. تنفّست الصّعداء وهي ترى رأس الوليد بكلّ الوضوح الأبلج، يطل من فتحة المهبل التي توسعت كبوابة السّماء الرّحبة، التي تتناسل منها النّجوم جزلى مشاكسة دياجير اللّيل الجليل. فأمسكت رأسه بكلتا يديْها وأخذت تجذبه إلى الخارج بكلّ لطف منتظرة لحظة الانقباضة الرّحمية. وهي تهتف بصوت عالٍ، فرحة مستبشرة: "ما أحنّك يا لله". حتى خرجتْ الرّأس تماما يليها الصّدر، يتبعهما القدمان الأماميان، ثم القدمان الخلفيتان. وانزلق بقيّة الجسد بسهولة نحو الوجود. لم تحتمل يداها المرتعشتان الإمساك الجدّي الثاّبت له. وضعتّه على الأرض فوق القشّ بكلّ حنوّ وطيبة. بعد أن فتحت برقّة ما بين قدميه لتجد عضوه الذكري الصغير واضحا جليّا. أخذت تربت فوق آليتيْ الفرسة وتمسّد ظهرها وكرشها ودموع البّهجة تنهمر من عينيها: "أحسنت يا بهيّة أحسنت يا ماما." تنفستا الصّعداء معا. أخذت الفرسة تصهل في وهن وفرح. والزّوجة تنظر شاكرة مبهورة، صوْب السّماء الواسعة من فتحة مدخل الحظيرة. انقشعتْ السّحابات تماما عن وجه الشّمس. فانبجستْ الأشعّة نحوهم مباشرة دون جلبة أو بخل. تمدّهم بالنّور والدفء والسّعادة والرّحمة والسّناء. خلعتْ رداءها الأرجواني القطني من فوق جسدها. لتلفّ به المهر الصّغير وتضمه لصدرها منتشيّة. تركت الزّوجة الأم ترتاح قليلا وتستعيد بعضا من عافيتها. أزالتْ الزوجة دماء الرحم من على جسد المهر الصّغير. ثم حملته ووضعته أمامها. لتشمّه وتقبّله وتبدأ طقوس العطاء والتّنظيف والرّضاعة الخاصّة بها بكلّ محبّة ورأفة. وقفت مترنّحة عذبة راجفة مدهشة مختالة. انفجرتْ باكيّة متسمّرة أمام المدخل مرّة ثانيّة، تمسح عرقها ودموعها بذراعيْها العاريتين. متفرّسة في "باهية"، محملقة بوليدها. نظرات تبجيل تمحق كلّ ارتياب وقلق وخوف وتهيّب وشكّ ووهم. تتأمّل ما حدث لها في ساعتين فقط من الزّمان من أحداث صاعقة. موقنة أنّها بالتّأكيد رسالة خفيّة شافيّة ومحتوى عميق مصفّى يُكمّد شغف روحها ويربّت على أمنية قلبها. كم هي مؤلمة وثمينة ومعذّبة ومكلّفة وملهمة ومشوّقة مراسم الوصول إلى الأمومة. د. أنديرا راضي