وصف وزير الخارجية الأسبق والقيادي بحركة النهضة رفيق عبد السلام، رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي بأنّه "شخصية محترمة". وقال "إنّه ابن الإدارة والدولة التونسية وبالتالي لا توجد اعتراضات على شخصه وإن كانت هناك تحفظات على المنهجية التي تعاطى بها السيد رئيس الجمهورية في اختيار الشخصية الأقدر، وفق مقتضيات الدستور التونسي الذي يقتضي تشاورا مع الأحزاب السياسية". وأضاف عبد السلام، في تصريح لقناة الجزيرة مباشر مساء اليوم الأحد، "سننتظر البرنامج السياسي للسيد هشام المشيشي وأولوياته للمرحلة القادمة" وشدّد المتحدث على أنّ حركة النهضة اعتبرت أنّه كان من الأجدر اختيار شخصية اقتصادية قادرة على معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية. وأردف قائلا: "رئيس الجمهورية يراه الشخصية الأقدر على إدارة المرحلة القادمة، وقد كنّا نأمل الاستفادة من تجربة اختيار إلياس الفخفاخ الذي سقطت حكومته لأنّها لم تكن تتمتع بحزام برلماني موسع وتحولت بعامل الوقت إلى حكومة أقلية، وازدادت هذه الحكومة ضعفا بسبب ما راج عن شبهات فساد وتضارب مصالح ولم تقدر على استكمال مهامها لأنها أصبحت هشة وضعيفة ولا تحظى بدعم قوي". وعبّر عبد السلام عن أمله أن لا تصل الأوضاع إلى انتخابات مبكرة بفشل تشكيل حكومة المشيشي، ولكن "إذا تبيّن أنّه ليس من الممكن تشكيل حكومة قوية وفاعلة سنذهب إلى انتخابات تعيد تشكيل المشهد السياسي وتكلف الحزب الأقدر على تشكيل الحكومة". وبخصوص الأطروحات المتداولة عن فشل النظام السياسي الحالي ومقترحات تغييره، قال عبد السلام "لا يمكن تصور حياة ديمقراطية وسياسية سليمة بمعزل عن الأحزاب السياسية، والتصورات الشعبوية التي تنتقد الأحزاب السياسية وترى فيها أصل المشكل هي تصورات خاطئة ومكلفة ولا تفيد المرحلة الراهنة والقادمة". وأضاف: "البديل عن الأحزاب السياسية هو الفاشية أو التصورات الشعبوية، وهو ما يؤدّي إلى الحكم الفردي. فالنظام الديمقراطي في كل العالم يقوم على أحزاب قوية وفاعلة". وتابع قائلا: "إصلاح الأحزاب السياسية هو أيضا مهمة ديمقراطية". وشدّد رفيق عبد السلام على أنّ الدستور ينظم الحياة السياسية وينظم الصلاحيات بعد أن تخلصت تونس من النظام الرئاسوي المركزي، فهو يوزع السلطة بطريقة عقلانية وعادلة عبر نظام سياسي متوازن بديل عن النظام السياسي الذي عانت منه تونس منذ بداية الاستقلال، وفق تعبير المتحدث. وقال عبد السلام إنّ أي توجه نحو مراجعة النظام السياسي يجب أن يفتح له حوار وطني واسع وأن لا يعبّر عن إرادة فردية محدودة. وأكّد المتحدث أنّ حركة النهضة لا ترى الرئيس قيس سعيد جزءا من المشكل، فله تصوراته الخاصة التي أفصح عنها قبل الانتخابات وبعدها والتي يمكن أن تكون موضوع حوار وطني وتفاعل مع الكتل الحزبية والقوى الوطنية العامة حتى تكون موضع إجماع وتشاور ولا تعبّر عن رغبة فردية. وشدّد على أنّ قيس سعيد حاز تأييد حركة النهضة في الانتخابات الرئاسية وأي اختلاف يدار بالحوار معه.