أكد النائب المستقل أحمد الصافي السعيد أنه اقترح على نواب المجلس جمع 73 توقيع لتقديم لائحة لحل البرلمان وتغيير القانون الانتخابي والاستعداد لإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها بدعوة من رئيس الجمهورية، إلا أن أغلب النواب رفضوا الفكرة والمقترح خشية من أن يخسروا مواقعهم في البرلمان. واكد الصافي سعيد خلال استضافته مساء أمس الجمعة ببرنامج "هل من إجابة" الذي يبثّ على قناة " قرطاج+"، أن مساعي سحب الثقة من رئيس البرلمان ما هي إلا تجارة وابتزاز، مشيرا إلى أنه لن يدخل في هذه المناورات التي فضحتها تسريبات رئيس الكتلة الديمقراطية محمد عمار. وقال سعيد "ما نخدمش مع الأولاد والفولكلور". وأشار إلى أن 3 أو 4 كتل اقترحوا عليه تعويض رئيس البرلمان راشد الغنوشي، إن تمكنوا من سحب الثقة منه. وفي سؤاله عما اذا كانت كتلة الشعب هي التي عرضت عليه منصب رئاسة البرلمان، قال صافي سعيد بنبرة عصبية: "لا علاقة لي بكتلة الشعب ولا بالتيار الديمقراطي ولا أردّ على السفهاء"، في إشارة إلى القيادي في حركة الشعب زهير المغزاوي. وكذّب الصافي سعيد مزاعم مساندة حركة الشعب له في الانتخابات، مشيرا إلى أنه لا يعرف مكتبهم ولم يتلقّ أي مليم منهم. وأكد الصافي سعيد أنه زار كل قائمات حركة الشعب في الحملة الانتخابية باستثناء 4 أو 5، وقد تفاجأ بأن هذا الحزب لا يمتلك أي مكتب، باستثناء مكتب وحيد في المطويّة داخل مستودع سيارات، وفق قوله. وذكّر بأنهم زعموا قبل ذلك أنهم يمتلكون 120 مكتبًا. وأكد أنهم حذرهم من الحديث باسمه في المنابر الإعلامية، مشيرا إلى أن حركة الشعب تنظيم تابع اتحاد الشغل وقد دعمهم الأمين العام نور الدين الطبوبي، الذي كان يلتقي الصافي سعيد يوما بعد يوم أثناء الحملة. ولكنّ الطبوبي أصبح يشتكي منهم اليوم. ولفت الصافي سعيد إلى أنهم حاولوا الركوب على اسمه واليوم يحاولون الركوب على رئيس الجمهورية قيس سعيد, واكد انه بعد ما انتخب قيس سعيد بأربعة أيام طلبوا منه تنظيم موعد مع رئيس الجمهورية لتهنئته، وبعد أن نظم موعدا لهم تفاجأ بزهير المغزاوي يعلن بعد لقائه بقيس سعيد عن "حكومة الرئيس". وأشار الصافي سعيد إلى أنه اختلف معهم في ما يتعلق حكومة الرئيس، خاصة وأن حركة الشعب والتيار الديمقرطي اقترح عليهما في ذاك الوقت ما يقارب 11 أو 12 وزارة . وأكّد المتحدث أن تلك الحادثة كانت نهاية تعامله مع حركة الشعب. وذكر الصافي سعيد أنّ قيادات حركة الشعب حاولوا آنذاك عدة مرات مقابلة الرئيس فاستقبلهم في بيته بعد أن امتنع عن استقبالهم مرتين، وأبلغهم أنه يقبل زيارتهم في إطار التهنئة، أمّا بخصوص تشكيل الحكومة فإنّه لا يمكن أن يخوض فيهم معهم وحدهم. وشدّد الصافي سعيد على ندمه بسبب تعامله معهم، مذكرا بأنه كان يتضايق من زياراتهم المستمرة لمكتبه، حتى أنه أطرد أشخاصا منهم صاروا وزراء فيما بعد، وفق تعبيره, واكد أنه اضطر لقول هذا الكلام لأنه سمع منهم "الأكاذيب". وأردف قائلا: "لو يقوبون لي إنّ باب الجنة بيد حركة الشعب لن أذهب اليهم". ولفت الصافي سعيد إلى أنهم استغلوا صورته في الانتخابات وركبوا على حملته، واليوم هم يستغلون قيس سعيد وسيدمّرونه، وفق تعبيره. وروى الصافي سعيد أنّه ضرب النائب خالد الكريشي أمام زهير المغزاوي، وتابع قائلا: "ذلك الجبان لا يعرف 4 أشخاص في القيروان فذهبت إليه، ونظمت له أكبر اجتماع". وأضاف: "الذي نجح في المنستير (عن حركة الشعب) ليس ابن المنستير وليس ابن الساحل ولا يعرف شيئا، ذهبت إليه وساهمت في نجاحه. أما زهير المغزاوي فكان يبكي تحت ساقيّ لأذهب معه إلى قفصة والحامة وقبلي ودوز. وهناك مترشح في بنعروس (فتحي بالحاج) لم أذهب إليه لأنّي أعرفه وأعرف ماذا يقال عنه عندما كان في فرنسا". وأكّد الصافي أنّه يصرّح اليوم بهذا المضمون لأنّ قيادات حركة الشعب ليسوا صادقين، وفق تعبيره. وأضاف أنّه عند تشكيل كتلتهم البرلمانية دعوه إلى الالتحاق بهم بأسلوب "صغار" ليس فيه تقدير "للرجال". وتابع الصافي أنّ عبد السلام جراد الأمين العام السابق لاتحاد الشغل (2001-2011)، حدّثه أن زهير المغزاوي أمين عام حركة الشعب، كان مجرد موظف عنده. وقال النائب المستقل الصافي سعيد في حديثه عن حركة الشعب أثناء الحملة الانتخابية: "صاروا أثاثا ثقيلا فقد ركبت قطارا لا استطيع التخلص منه في نصف الطريق فواصلت بالهمّ والمعاناة منهم، لم يضف لي أي واحد منهم فكرة.. جاؤوا يبحثون عن كيفية إقامة منصات الاجتماع ويطلبون 40 مليون أو 50 مليون.. ثم أطردتهم من مكتبي". وكشف المتحدث أنّه أصبح لا يبادل نواب حركة الشعب السلام، وإذا رآهم يدير وجهه، وفق قوله.