تتصاعد المخاوف في تونس من موجة ثالثة لفيروس كورونا، بعد تسجيل زيادة في عدد الإصابات المكتشف خلال الأيام القليلة الماضية وتزايد بؤر الاصابة بالنسخة البريطانية من سلالة كورونا. ووصفت الدكتورة جليلة بن خليل الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية اليوم الاثنين 5 افريل 2021 الوضع الوبائي في تونس بالخطير مؤكدة ان الفرق كبير بين ما كان عليه الوضع قبل شهر والان . واوضحت الدكتورة خلال مداخلة لها على اذاعة "اكسبراس اف ام" ان اللجنة العلمية استهلت اجتماعها السبت الماضي بالاستماع الى عرض عن الوضع الوبائي قدمته الدكتورة نصاف بن علية مديرة المركز الوطني للامراض الجديدة والمستجدة مؤكدة ان العرض ابرز وجود زيادة في عدد الاصابات المكتشفة وايضا زيادة في معدل الحالات الايجابية مشيرة الى ان نسبة التحاليل الايجابية تقدر حاليا بقرابة 23 بالمائة والى انها بلغت في السابق اقل من 20 بالمائة وحتى اقل من 9 بالمائة في بعض الجهات. واكدت ان عرض الوضع الوبائي اظهر ان هناك انتشارا مرتفعا فمرتفعا جدا للفيروس ب17 ولاية و95 معتمدية وان ذلك يعني اكثر من 100 اصابة على 100 الف ساكن الى جانب تكاثر عدد المرضى المقبلين على المؤسسات الاستشفائية الخاصة والعمومية سواء على أسرّة الانعاش او الاوكسيجين مشيرة الى ان بعض المستشفيات ببعض المناطق استنفدت طاقة استيعابها. ولفتت الى وجود 19 مريضا في الانعاش حاليا بمستشفى عبد الرحمان مامي باريانة والى ان هناك حاليا 50 مريضا في قسم الاوكسجين و18 مريضا في قسم الانعاش بالمستشفى الميداني بالمنزه مؤكدة انه استقبل في ظرف 24 ساعة 10 مرضى جدد . واضافت الدكتورة ان من مؤشرات تدهور الوضع الصحي ارتفاع عدد الوفيات مؤكدة ان المؤشر عاد الى اكثر من 20 وفاة يوميا بعدما كان تحت هذا المعدل. واشارت الى ان ما زاد الطين بلة اضافة لهذه المؤشرات السلبية تفشي السلالة البريطانية لافتة الى ان المعطيات تشير الى وجود عدوى محلية والى ان ذلك يعني عدم معرفة مصدر العدوى. واعتبرت الدكتورة ان عودة انتشار الفيروس تعزى الى حالة التسيب كلما تحسن الوضع مبرزة ان ذلك يتجلى من خلال عدم حمل الكمامة وعودة الشيشة بقوة مذكرة بان اللجنة العلمية لم تقترح ابدا عودة الشيشة للمقاهي. وشددت على ضرورة التقيد بالاجراءات حتى لا تذهب المجهودات سدى مؤكدة انه مازال هناك مجال صغير للتصرف امام المؤسسات الاستشفائية محذرة من انه اذا تم التمادي في حالة الاستهتار والقول بان انتشار الفيروس مجرد مؤامرة فان تونس ستبلغ السيناريو الكارثي الذي يتحدث عنه البعض. وحول الحلول التي تطرقت اليها اللجنة العلمية يوم السبت اكدت الدكتورة انه تم التداول في شأن توقيت حظر الجولان معتبرة انه مازل امام تونس مجال زمني صغير قبل الحديث عن الحجر الشامل مشددة على ضرورة تطبيق الاجراءات بكل صرامة وتحمل الدولة مسؤوليتها في السهر على تطبيق الاجراءات. بدوره، أعرب وزير الصحة فوزي مهدي عن مخاوف من انتشار موجة ثالثة من وباء كورونا بعد أن عادت أعداد الوفيات والإصابات المؤكدة بالفيروس للارتفاع من جديد. وكشف مهدية في مؤتمر صحفي بالعاصمة عن ارتفاع عدد المصابين الذين تم إيواؤهم بالمستشفيات، سواء في أسرة الأكسجين أو في أقسام الإنعاش، علاوة على تسجيل 144 حالة إصابة بالسلالة البريطانية في 16 ولاية. وأشار مهدي إلى أن نسبة التحاليل الإيجابية قد ارتفعت إلى 19 في المائة، ما دفع إلى تكثيف عمليات التقصي مع اتخاذ إجراءات على المستوى المحلي عبر غلق بعض المناطق والمدارس، إلى جانب تكثيف عمليات التقطيع الجيني للتعرف على السلالات الواردة على البلاد، وحذر من تسجيل موجة ثالثة للفيروس، داعيا إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية حتى لا تنهار المنظومة الصحية التونسية بالكامل. وتسلمت تونس ثلاث شحنات من لقاحات مضادة لكوفيد - 19، تمثلت الأولى في 30 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك" الروسي لتتلقى بعدها 93600 جرعة من لقاح "فايزر - بيونتيك" الأميركي الألماني ضمن مبادرة "كوفاكس"، علاوة على200 ألف جرعة من لقاح «سينوفاك» الصيني في إطار هبة من الصين.