لم تدم ايام الفرحة طويلا بالنسبة للتونسيون الذين ما ان تنفسوا الصعداء لدخول اللقاح البلاد تزامنا مع الاستعداد للموسم السياحي والصيفي حتى لاحت في الافق بوادر موجة جديدة من فيروس كورونا، فبعد استقبال تونس لأولى جرعات اللقاح ارتفعت إصابات كورونا في تونس تزامنا مع انتشار النسخة البريطانية الأشدّ خطورة والأسرع في العدوى، مسببة ضغطا على أسرّة الأكسيجين والإنعاش في المستشفيات العمومية والخاصة. وأعلنت وزارة الصحة في بلاغ لها أمس الاربعاء تسجيل 847 اصابة جديدة بفيروس كورونا من جملة 7750 تحليل مخبري خلال ال 24 ساعة المنقضية مقابل 24 حالة وفاة مبلغ عنها ليرتفع اجمالي الاصابات منذ بداية الجائحة الى 254018 اصابة و8812 حالة وفاة. بدوره، قال مدير عام الصحة فيصل بن صالح، في نفس السوم إن "بوادر موجة ثالثة" من انتشار فيروس كورونا بدأت تلوح في البلاد. وأوضح بن صالح، في تصريح لوكالة الأنباء، أن تونس كانت قاب قوسين من التحكم في الوضع الوبائي استنادا إلى الأرقام المسجلة في نهاية فيفري وبداية مارس 2021. وأضاف: "لكن ظهور السلالات المتحورة لهذا الفيروس وأساسا السلالة البريطانية أدى إلى تغير الوضع الصحي". وبين المسؤول أن الوضع الصحي يشهد مؤخرا زيادة في الطلب على أسرة الإنعاش والأوكسجين مع عودة البؤر الوبائية للظهور في بعض الجهات وارتفاع الإصابات المسجلة، مشيرا إلى إمكانية تسجيل موجة ثالثة من تفشي وباء كورونا. وتتزامن التحذيرات مع دعوات للإقدام على حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، خاصة مع ضعف عدد المسجلين والمقبلين على التطعيم. ومنذ فتح باب التسجيل للتلقيح، لم يتجاوز عدد الراغبين في الحصول على التلقيح ال783 ألف تونسي، بمن في ذلك مهنيو الصحة، وهو رقم قال عنه رئيس لجنة التلقيح هاشمي الوزير إنه "ضعيف ولا يساعد على زيادة نسبة المناعة في البلاد"، لا سيما أنّ السلطات الصحية تهدف إلى تلقيح 3 ملايين تونسي قبل نهايةجوان المقبل. و الاثنين الماضي، حثت دار الإفتاء التونسيين للإقبال بكثافة على التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن التلقيح لا يبطل الصيام في شهر رمضان. وحسب وزارة الصحة، فان عدد الملحق تجاوز 53 ألفا بعد أكثر من أسبوع من إنطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، في حين بلغ عدد المسجل على منظومة evax أكثر من 76 ألفا إلى حدود الاثنين 30 مارس 2021. وبلغت نسبة إستهلاك تلاقيح "سبوتنيك" و"فايزر" التي قدر عددها ب123 ألفا و600 جرعة قرابة 90 بالمائة، إنتفع بها 77 بالمائة من القطاع الصحي و23 بالمائة من الأشخاص فوق 75 سنة وذلك الى غاية يوم 29 مارس, يذكر أن اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا عقدت أول امس الثلاثاء إجتماعها الدوري الأول بتركيبتها الجديدة برئاسة الدكتور الهادي الوسلاتي، وخصصته لمتابعة وتقييم تطور الوضع الوبائي لجائحة كوفيد-19 على المستوى الوطني والعالمي وتدارس مختلف الإجراءات الوقائية للحد من إنتشار السلالة الجديدة للفيروس المعروفة بالسلالة البريطانية.