في أوائل أفريل، بدأت جماعة "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" المتمردة والمتمركزة في الجنوب الليبي في نقل المقاتلين جواً عبر الحدود التشادية الليبية الى تشاد. بعدها، في 11 أفريل، شن المتمردون هجومًا على العاصمة التشادية، نجامينا، وتمكنوا من التقدم مسافة 400 كيلومتر في العمق. وفي 20 أفريل، أصاب المتمردون الرئيس التشادي إدريس ديبي بجروح قاتلة أثناء زيارته لمناطق المواجهة. مما أدى الى وصول المجلس العسكري الانتقالي إلى السلطة في البلاد. وبحسب الصحيفة التركية "أيدينليك" تتلقى الجبهة المتمردة دعمًا ماليًا وعسكريًا من دولة الإمارات العربية المتحدة المهتمة بزعزعة استقرار الوضع في تشاد ودول أخرى في المنطقة. ويرجع ذلك إلى التقارب الأخير بين تشادوتركيا، المنافس الجيوسياسي الرئيسي لإمارة أبو ظبي في المنطقة. حيث تم في عام 2017، توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، وتم تنظيم منتدى الأعمال التركي التشادي بمشاركة أكثر من 100 رجل أعمال تركي، في حين لا يزال مستقبل هذه الاتفاقيات الموقعة غير مؤكد. يقدّم تقرير صدر في مارس عن مجموعة خبراء مجلس الأمن بشأن ليبيا دليلاً على أن الإمارات العربية المتحدة تموّل وتزوّد عدة مجموعات مسلحة إقليمية على الأقل بالأسلحة، بما في ذلك "جبهة التغيير والوفاق في تشاد". كما تقدم الإمارات دعماً مالياً لواحد من أكثر قادة الميليشيات تأثيراً في غرب ليبيا، أسامة الجويلي، الذي يقاتل إلى جانبه مئات المهاجرين من الدول الأفريقية، بما في ذلك التشاديون. في السياق الليبي، تُفسَّر تصرفات الإمارات كرد فعل على المواقف القوية لتركيا في غرب البلاد، والاتفاقيات التي سبق توقيعها بين أنقرة وحكومة فايز السراج. لذا، فإن تعميق حالة الصراع وإضعاف حكومة الوحدة الوطنية يمكن أن يصب في مصلحة أبو ظبي في سعيها لتوجيه ضربة لمصالح تركيا في الداخل الليبي.