أعلنت فرنساوالجزائر، فتح تحقيقين في قضية برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، أمس الخميس، بعد يومين من الكشف عن تجسس طال مسؤولين بالبلدين. وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية، غابريال أتال، في تصريح صحفي، إن الرئيس إيمانويل ماكرون "يتابع القضية عن كثب، ويأخذ الأمر على محمل الجد". وأضاف أن ماكرون ترأس صباح الخميس اجتماعا استثنائيا لمجلس الدفاع في الإليزيه، بشأن قضية بيغاسوس والأمن السيبراني في فرنسا. وكشف أن بلاده بدأت تحقيقا في قضية برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس، بعد يومين من الكشف عن أن هاتف ماكرون، كان هدفا لاختراق محتمل. والثلاثاء الماضي، كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تحقيق بعنوان "مشروع بيغاسوس"، أن ماكرون ورئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب و14 وزيرا آخر على الأقل، تم إدراجهم في قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج "بيغاسوس". وفي السياق ذاته، أعلنت النيابة العامة الجزائرية، في بيان، فتح تحقيق بشأن معلومات حول عمليات تجسس طالت شخصيات محلية باستعمال برنامج "بيغاسوس". وأفاد البيان، بأنه "على ضوء ما تناولته بعض وسائل الإعلام الوطنية والدولية وتقارير واردة عن حكومات بعض الدول حول عمليات تجسس وتنصت طالت مواطنين وشخصيات جزائرية عن طريق برامج تجسس مصممة لهذا الغرض، فإن النيابة العامة أمرت بفتح تحقيق ابتدائي للتحري حول هذه الوقائع". وأعلنت الجزائر، أمس الخميس، أنها تحتفظ بحق الرد، على ما وصفته "الاعتداء الممنهج على حقوق الإنسان"، عبر استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس"، ضد بعض مسؤوليها. وقالت الخارجية الجزائرية في بيان: "الجزائر تعرب عن قلقها العميق بعد كشف مجموعة من المؤسسات الإعلامية ذات السمعة المهنية العالية، عن قيام سلطات بعض الدول وخاصة المغرب، باستخدام واسع النطاق لبرنامج التجسس بيغاسوس ضد مسؤولين ومواطنين جزائريين". وأضافت أن "الجزائر تدين بشدة هذا الاعتداء الممنهج والمرفوض على حقوق الإنسان والحريات الأساسية"، معتبرة أن "هذه الممارسة غير القانونية والمنبوذة والخطيرة، تنسف مناخ الثقة الذي ينبغي أن يسود التبادلات والتفاعلات بين المسؤولين وممثلي الدول". والأربعاء، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، نتائج تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية، عن أن برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي للتجسس، انتشر على نطاق واسع حول العالم، واستخدم لأغراض سيئة. وزعم التحقيق أن حكومات 10 بلدان على الأقل من بين عملاء شركة "NSO"، بينها المغرب والسعودية. ونفت الرباط والرياض الاتهامات بالتجسس على هواتف شخصيات عامة وأجنبية، باستعمال إحدى البرنامج. ويستند التحقيق -الذي أجرته 17 وسيلة إعلامية دولية، بينها صحف "لوموند" (Le Monde) الفرنسية، و"زود دويتشه تسايتونغ" (Süddeutsche Zeitung) الألمانية، و"الغارديان" (The Guardian) البريطانية و"واشنطن بوست" (The Washington Post) الأميركية- إلى قائمة حصلت عليها منظمتا "فوربيدن ستوريز" (Forbidden Stories) والعفو الدولية. وتضم القائمة أرقام ما لا يقل عن 180 صحفيا و600 سياسي و85 ناشطا حقوقيا و65 رجل أعمال، وفق التحليل الذي أجرته المجموعة، وقد تأكد اختراق أو محاولة اختراق برنامج تجسس المجموعة الإسرائيلية 37 هاتفا. ومجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية شركة متخصصة في تطوير أدوات التجسس السيبراني. وكانت محل جدل كبير في السنوات الأخيرة، حيث يقول مختبر "سيتيزن لاب" (Citizen Lab) الكندي لمراقبة الإنترنت إن نظام "بيغاسوس" الذي تسوقه الشركة تستخدمه دول تتميز "بسجلات مشبوهة في حقوق الإنسان وتواريخ من السلوك التعسفي لأجهزة أمن الدولة". و"بيغاسوس" من برامج التجسس باهظة التكلفة، فوفقا لقائمة أسعار 2016 فإن شركة "إن إس أو" تطلب 650 ألف دولار من العملاء مقابل اختراق 10 أجهزة، إضافة إلى نصف مليون دولار رسوم تثبيت البرنامج. ويعتبر "بيغاسوس" من أخطر برامج التجسس "وأكثرها تعقيدا"، وهو يستهدف بشكل خاص الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل "آي أو إس" (iOS) لشركة آبل، لكن توجد منه نسخة لأجهزة أندرويد تختلف بعض الشيء عن نسخة "آي أو إس". وقد اكتشف باحثون هذا البرنامج أول مرة في أوت 2016 بعد محاولة فاشلة لتنصيبه على هاتف آيفون لناشط في حقوق الإنسان في الإمارات العربية يدعى أحمد منصور، من خلال رابط مشبوه في رسالة نصية. (وكالات)