أقدم عدد من المتظاهرين الموالين لرئيس الجمهورية قيس سعيد أمس السبت 25 سبتمبر على حرق نسخ من الدستور التونسي وسط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، وهو ما أثار جدلا واسعا، حيث اعتبر سياسيون ونشطاء أن هذه الخطوة بداية لإدخال البلاد في مربع الفوضى، فيما طالب آخرون بتتبع الفوضويين وملاحقتهم قضائيا. وقال أمين عام حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إن أنصار الرئيس يحرقون دستور البلاد بعد الانقلاب عليه في أول خطوة لإدخال البلاد في حالة فوضى عارمة. ودوّن رئيس الجمهورية السابق، منصف المرزوقي: "من سالف الزمان وفي كل الحضارات، من محاكم التفتيش في العصور الوسطى إلى أوروبا النازية، حرق الكتب هو إنذار بأن الهمج عادوا للواجهة بعد طول الاختفاء". بدوره، اعتبر النائب بمجلس نواب الشعب عياشي زمّال أن "عملية حرق الدستور من قبل بعض أنصار الرئيس قيس سعيد في شارع الحبيب بورقيبة هي جريمة أقل ما يُقال عليها "جريمة جهل"، معربا عن استحسانه اذن النيابة العمومية بفتح تحقيق في الحادثة. وقال زمّال في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إن "الدستور مثل في مرحلة أولى ثم البرلمان في مرحلة ثانية جوهر الحركة الوطنية التونسية منذ 100 سنة وكانت المُطالبة بدستور تعني سيادة الشعب". وبين زمّال "ان الذين أحرقوا الدستور اليوم، ينسون دم الشهيد محمد البراهمي، وتضحيات آلاف التونسيين والتونسيات في إعتصام باردو وفي الاعتصامات في كل ولايات البلاد صيف 2013 وينسون شهداء تونس الذين أجبروا حركة النهضة وحلفاءها في المجلس التأسيسي على إلغاء النسخة الأولى من الدستور". كما أوضح زمّال أن "دستور 2014، ليس نصا مقدّسا ولا مُكتملا ولا نموذجيا، هو نتيجة لموازين القوى السياسية والحزبية والاجتماعية عندما تمت كتابته، ويُمكنُ تقييمه وتعديله وتغيير بعض فصوله أو حتى إلغاؤه وتغييرهُ كلّه، بصفة تشاركية لأنه دستور كل التونسيين: ولكنه حتى ذلك الحين يظل هو النص الذي يُنظّم الحياة السياسية والاجتماعية في تونس.... علينا احترامه.... وأول من عليه الالتزام به هو قيس سعيد، لأنه أقسم على المصحف على ذلك، ووضع يده على القرآن أمام الجميع وأشهدهم على التزامه باحترامه". وعلّق أمين عام الحزب الجمهوري، عصام الشابي، على صفحته في فيسبوك، قائلا "أن أعطى رئيس الجمهورية إشارة الانطلاق للخروج عن الدستور والانقلاب عليه، الفاشيون الجدد يحرقون أمام المسرح البلدي نسخة دستور ثورة الحرية والكرامة الذي ارتقى بهم من وضعية العبيد إلى رتبة المواطن." بحسب قوله. واستنكر عضو مجلس نواب الشعب عياض اللومي في تدوينة له حادثة إقدام عدد من أنصار رئيس الجمهورية قيس سعيّد على حرق نسخ من الدستور وتمزيقه بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة. وكتب اللومي ''سقط القناع عمن يريد أن يغتصب ارادة الشعب هذه حقيقتكم شكلا ومضمون''. وعلق النقيب السابق للصحافيين التونسيين ناجي البغوري على صورة حرق الدستور قائلا إنها لا تقل همجية عن إنزال صورة العلم من كلية منوبة في 2012. وكتب البغوري في صفحته الرسمية على الفايسبوك "صورة حرق الدستور مقرفة ولا تقل همجية عن صورة انزال العلم في جامعة منوبة سنة 2012".