قُتل خمسة متظاهرين، السبت، خلال احتجاجات شارك فيها عشرات الآلاف ضد الانقلاب العسكري في السودان، فيما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيّل للدموع على محتجّين في الخرطوم، وفق لجنة أطباء السودان المركزية. ومنذ الصباح الباكر، انتشر بكثافة في شوارع الخرطوم وأمّ درمان جنود وعناصر من قوات الدعم السريع واغلقوا الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها وتتقاطع مع المحاور الرئيسية. وفي بيان على فيسبوك أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المؤيدة للديموقراطية، عصرا مقتل خمسة متظاهرين و"تزايد عدد الإصابات الخطيرة وبعض الإصابات المتفرقة" كما "تفاقم صعوبات وصول المصابين للمستشفيات". وأوضحت اللجنة أن أربعة من القتلى سقطوا بالرصاص فيما الخامس قضى اختناقا بالغاز المسيل للدموع. ونددت السفارة الأميركية في الخرطوم باستخدام القوة من جانب قوات الامن، وقالت في بيان إنها "تأسف بشدة لمقتل واصابة عشرات المواطنين السودانيين الذين تظاهروا اليوم من اجل الحرية والديموقراطية". ودفع انقطاع شبكة الإنترنت بمؤيدي السلطة المدنية إلى التداعي للتظاهر عبر رسائل نصية ورسوم غرافيتي على الجدران. ونزل إلى شوارع أمّ درمان، شمال غرب الخرطوم، آلاف المتظاهرين بحسب شهود عيان. وخلال مشاركته في تظاهرة قال وزير الثقافة والإعلام في الحكومة المقالة حمزة بلول في تسجيل فيديو نشره مكتبه "لا تفاوض مع الانقلابيين... والكلمة والقرار للشعب السوداني". وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على عدة مواكب في الخرطوم و"لاحقت المتظاهرين في ما بعد"، بحسب أحد الشهود. ونزل متظاهرون آخرون إلى الشوارع في مدينة ودمدني في الجنوب وبورتسودان وكسلا في الشرق، بحسب شهود. وتكررت شعارات "لا للحكم العسكري" و"الردّة مستحيلة" و"يسقط المجلس العسكري الانقلابي" وشعارات أخرى للاحتجاج الذي أسفر قمعه عن 16 قتيلاً وأكثر من 300 جريح منذ انقلاب 25 أكتوبر بحسب الأطباء. ومقابل ذلك، قالت الشرطة السودانية في بيان بثه التلفزيون الرسمي اليوم السبت إنها لم تستخدم "أسلحة نارية" في تعاملها مع المتظاهرين. وأضافت الشرطة أن مظاهرات اليوم كانت ذات طابع سلمي لكن "سرعان ما انحرفت عن مسارها"، مؤكدة إصابة 39 فرد أمن بإصابات جسيمة. (وكالات)