اذا استثنينا احرار المنستير"من العامة" الذين خرجوا الى جنازة بورقيبة رغم الوعيد ، فإن الذين يسارعون اليوم الى قبر الراحل يذكروننا الى حد بعيد بمن اعان على قتل القتيل وسهل الطريق نحو البطش به وشارك في ذلك ثم ذهب الى بيت العزاء ، ليس ليعزي وانما يرى ما يمكن الفوز به من مغانم الارث وان لم يتسنى فأقله التحلق حول"عشاء الميت" ، نفس الوجوه او اكثرها كانت غائبة تماما في جنازة بورقيبة ، لا احد ساهم ولا انتقد ولا حتى ارسل تعزية ولو في صفحة الوفايات لجريدة جهوية مغمورة ، العديد من هذه الوجوه وحتى تعوض ما فاتها من واجب ساهمت بقوة في جنازة بالعيد ، والطريق الذي يقود الى طينة هؤلاء هو ولا شك نكوصهم عن جنازة زعيمهم لانها كانت محفوفة بالمخاطر ، وحظورهم في جنازة زعيم خصومهم لاغراض انقلابية. ويبقى الجامع بين الحالتين هو التجارة ، حيث لم يتسنى لهم المتاجرة بجنازة بورقيبة فانخرطوا اليوم ولما وفرت لهم الثورة المناخ الملائم في المتاجرة بقبره ، وبما ان المناخ كان ملائما فقد انخرطوا بلا تردد في المتاجرة بجنازة شكري بلعيد.. لقد توافدوا الى قبر بورقيبة لاغراض انتخابية ، وتوافدوا الى جنازة بلعيد لاغراض انقلابية ، وهل للسماسرة من مهنة اخرى شريفة يقتاتون عليها غير الاسثمار في الموت والجنائز والقبور. نصرالدين