على وزن ياعمال العالم اتحدوا ، أحد أهم الشعارات السياسية للشيوعية الواردة بالبيان الشيوعي الذي كتبه كارل ماركس وفريدريك أنجلز سنة 1848.، يعنّ لي اليوم أن أتوجّه للأغلبية الساحقة من إعلاميي ماكينة عبد الوهاب عبدالله ومن والاها قبل الثورة وبعدها بتهنئة نصها : ياصحفيي الهانة انتحروا …….. لاتستغربوا ، ولاتستهجنوا ، ولاتنددوا ….. اصبروا علي للحظات . تذكرون كيف دفع عمكم الباجي حين كان رئيسا للحكومة بمصدح القناة الوطنية بغلظة ، وانتقد بأسلوب فج طريقة إلقاء الصحفية لسؤالها فابتلعتم ألسنتكم ، ولم تعطوا الحدث أبعاده من حيث أنه اعتداء على حرية الإعلام ، وإهانة للصحفية . تذكرون أيضا أن عمكم الباجي قد ألقى بأوراقه في وجه الصحفي محمد بوغلاب خلال حضور لبرنامج " شكرا على الحضور " بشكل فيه تحقير وإذلال ، فلم تحركوا ساكنا ، ولم تعتصموا ، ولم تطالبوه بالاعتذار ، ولم تعلنوا مقاطعتكم لتغطية أنشطة حزبه . أما البارحة ، وبمناسبة عيدكم ، فقد كان الانتهاك أعظم ، والاعتداء أفظع . قالها عمكم الباجي ملء فيه لصحفي وكالة تونس إفريقيا للأنباء : "الله يرزيهم الصحافة اللي كيفك انت" لأنه تجرأ وسأله سؤالا لم يعجب سيادته . الصحفي المسكين الذي يعلم أن لاظهر يسنده ، ولانقابة يمكن أن تقف معه في مواجهة الزعيم الفذ اكتفى بالنسج على منوال محمد بوغلاب الذي برر عدم رده بأنه لايستطيع الرد على الباجي لأنه ( راجل كبير ) واكتفى بالقول ( عيب عليك ) وعاد إلى وكالته فرحا مسرورا ، وكل ردود الأفعال الغوغائية والضجة المفتعلة لم تكن سوى ذر رماد على العيون ، لأن صحفيي الهانة ورقود الجبانة من أبناء " الماكينة " لايألمون ، ولايتوجعون ، ولايغضبون من تصرفات عمهم الباجي ف "ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب ". تذكروا فقط أن عامر العريض عبّر عن أن التقريرالذي عرض في أحد البرامج الحوارية التي حضرها " غير موضوعي " فأعتبرت نقابة نجيبة الحمروني آنذاك انه أهان الصحفي وليد عبد الله وقررت مقاطعته ، وطالبته بالاعتذار إلى أن فعل لأنه سياسي يمتلك القدرة على الاعتذار . ارفعوا عن أنفسكم الغبن ، والمهانة ، وكونوا على نفس المسافة من جميع الفرقاء ، فالثورة قد حررتكم من العبودية والعيش "تحت الصباط " وحافظوا على حريتكم لأنكم أعين الشعب وضميره ومرآته التي يرى من خلالها نفسه ومشاغله ومسار ثورته ،،، والا فحطموا أقلامكم ، وعدساتكم ، وانتحروا … اما بالنسبة للأقلية المناضلة المنحازة لأهداف الثورة ، والتي لم تبع ولم تشتر ، ولم تزايد ، ولم تتآمر على شعبها قبل الثورة ولابعدها فيحق لها أن نقف بين يديها احتراما وإجلالا وتقديرا، لأنها أهل للانتماء لصاحبة الجلالة ، ولايمكن أن نفيها حقها في التكريم ، ونعتذر لديها بأننا لانجد أبلغ مما كتب لها رئيس الحكومة السابق علي العريّض بمناسبة عيدها : نحمد الله تعالى على ما تحقق وأملنا في مستقبل أفضل إن شاء الله.. التهاني الخالصة لأهل المهنة ونرجو لهم المزيد من المكاسب.. شكرًا على جهودكم في إنارة الرأي العام وعلى دوركم في الارتقاء بالوعي.. تحضرني في عيدكم حكم ثلاث: - جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعباءكم - إنك حر ما لم تضر - من زرع المعروف حصد الشكر كل عام وصحافتنا أرقى لطفي هرماسي