كشفت مصادر جزائرية ل«العرب» أن «السي آي أيه» أرسلت مسؤولين إلى الجزائر لبناء قاعدة بالجنوب تنطلق منها طائرات دون طيار لضرب معاقل القاعدة بمالي، يأتي هذا في سياق التغييرات التي أحدثها الرئيس بارك أوباما على مستوى إدارة جهاز الاستخبارات ووزارة الدفاع. وقال متابعون إن اختيار أوباما مستشاره لمكافحة الإرهاب جون برينان رئيساً ل”سي آي أيه” خلفاً لديفيد بترايوس يعكس رغبة منه في تغيير أسلوب المخابرات الأميركية الذي عملت به طيلة العقود الأخيرة. وكشف هؤلاء عن أن الخطوة الأساسية التي ستتبعها المخابرات الأميركية في المنطقة العربية هي ملء الفراغ الذي تركه سقوط أنظمة مهمة في استراتيجيتها الاستخباراتية السابقة (خاصة في ليبيا واليمن)، وهو ما يعني حضورا مكثفا للأميركيين في شمال أفريقيا واليمن. وتقول تقارير إن واشنطن تشعر بقلق بالغ بسبب حرية الحركة التي تتمتع بها المنظمات المرتبطة بالقاعدة أو المقربة منها خاصة في منطقة الصحراء وقد استفادت من سقوط ترسانة الأسلحة التي كان يمتلكها نظام معمر القذافي، وأصبحت تمثل خطرا على المصالح الاستراتيجية لواشنطن. وعلمت “العرب” أن “السي آي أيه” أرسلت مسؤولين إلى الجزائر لبناء قاعدة في جنوب البلاد تنطلق منها طائرات دون طيار لضرب معاقل القاعدة في مالي، فضلا عن دورها في مراقبة تحرك المجموعات المتشددة على الحدود بين تونس وليبيا والجزائر التي تم ضبط بعض الشبكات المرتبطة بها منذ أيام. وتشير تصريحات مسؤولين أميركيين إلى أن خطة ملء الفراغ التي تعتمدها “السي آي أيه” تأتي بعد تقييم داخلي مرتبط بملف الهجمات التي استهدفت المقار الدبلوماسية الأميركية في كل من مصر وليبيا وتونس. وخلص التقرير إلى أن الحكومات التي خلفت الأنظمة السابقة في الدول الثلاث حكومات ضعيفة، فضلا عن ممارسة بعضها ازدواجية المواقف بدعم المجموعات المتشددة والتنسيق معها سريا، ولعنها في العلن، وهو ما يستدعي الحضور المباشر للاستخبارات الأميركية، وفق ما رشح عن التقرير. ويتوقع خبراء عسكريون أن تشهد المنطقة نشاطا استخباراتيا كثيفا للأميركيين دون اللجوء إلى الحضور العسكري التقليدي، وهو أمر تم حسمه قبل ذلك من الرئيس أوباما في العراق وأفغانستان، ويعتبر اختيار الرئيس الجديد للاستخبارات انتصارا لأسلوب أوباما في مواجهة مخاطر الإرهاب. لكن الجنرال الأميركي المتقاعد ستانلي مكريستال حذر من الإسراف في استخدام الطائرات بلا طيار لافتا إلى أن “ما يرعبني من هجمات الطائرات بلا طيار هو كيف ينظر لها في أنحاء العالم... الاستياء الذي أثاره توجيه أميركا ضربات بطائرات بلا طيار... أكبر كثيرا مما يتصوره المواطن الأميركي العادي. إنها مكروهة بشدة حتى بين أناس لم يروا واحدة منها قط ولم يروا أثر إحداها.” يشار إلى أن برينان عمل لعقود في “السي آي أيه” التي اشتغل بها مديرا لقسم الشرق الأدنى وجنوب آسيا، وله اطلاع كاف على الملفات المهمة المرتبطة بالأمن القومي، كما قال مسؤول بالبيت الأبيض. المصدر : العرب