العديد من المتابعين للشأن العربي قبل وبعد ثورات الربيع العربي أصبحوا في حيرة من حالات الانقلاب الخطيرة والجذرية التي تعاني منها بعض النخب والأحزاب والجمعيات والاشخاص ، كان ذلك في تونس او خارجها ، ولعل الجزائري يحي ابو زكريا يعد احد اكثر الشخصيات المهزوزة التي تنقلت بخطابها وولائها بين الشعوب والحكام وبشكل لا يراعي حتى بديهيات التدرج ، فهذا “الصحفي او الكاتب” زلزل عروش الطغاة العرب بخطاباته من على منابر الجزيرة ثم وفي ظرف وجيز انقلب على الشعوب ليقدم صنوف الولاء للدكتاتوريات الجاثمة على المنطقة العربية ، والشخص الذي اطل علينا من نافذة الاتجاه المعاكس لفيصل القاسم وقال بحرقة” المواطن العربي من طنجة الى جاكرتة يصدح كفاية ايها الحاكم العربي ارحل كفاية ايها الطغاة ارحلوا كفاية ايها الظلمة ارحلوا ” هو نفسه وفي ظرف وجيز يطل علينا من قناة الميادين لصاحبها غسان بن جدو ليلعن الثوارت العربية ويعلن انه على استعداد للقتال الى جانب بشار الأسد بعد كل تلك الدماء التي سفكها والأعراض التي انتهكها.