– وطني مما جاء في خطاب الزعيم علي البلهوان يوم 8 أفريل 1938 بساحة الاقامة العامة بتونس العاصمة ما يلي : « جئنا في هذا اليوم لاظهار قوانا – قوة الشباب الجبارة التي ستهدم هياكل الاستعمار الغاشم وتنتصر عليه، جئنا في هذا اليوم لاظهار قوانا أمام هذا العاجز (يشير الى المقيم العام « غيون » الذي كان يطل من شرفة السفارة الفرنسية) الذي لا يقدر أن يدير شؤونه بنفسه ويتنازل عنها الى « كارتون » (الكاتب العام للحكومة يومئذ) ذلك الغادر الذي يكيد للتونسيين الشرّ والمذلّة والمحق ويريد سحقهم في هذه البلاد لا قدّر الله ! قال الزعيم البلهوان : « يا أيها الذين آمنوا بالقضية التونسية، يا أيها الذين آمنوا بالبرلمان التونسي، ان البرلمان التونسي لا ينبني الا على جماجم العباد، ولا يقام الا على سواعد الشباب ! جاهدوا في الله حق جهاده، اذا اعترضكم الجيش الفرنسي أو الجندرمة شرّدوهم في الفيافي والصحاري وافعلوا بهم ما شئتم، وأنتم الوطنيّون الدائمون في بلادكم وهم (أي الاستعماريون) الدخلاء عليكم ! بالله قولوا حكومة خرقاء سياستها خرقاء وقوانينها خرقاء يجب أن تحطّم وأن تداس، وها نحن حطّمناها ومزّقناها، فالحكومة قد منعت وحجّرت رفع العلم التونسي، وها نحن نرفعه في هذه الساحة رغما عنها ! والحكومة قد منعت التظاهر وها نحن نتظاهر ونملئ الشوارع بجماهير بشريّة نساء ورجالا وأطفالا تملأ الجوّ هتافا وحماسا ». ولقد كانت حوادث 8 و9 أفريل 1938 امتحانا للمرحوم علي البلهوان الذي قاد تلك المظاهرة الصاخبة المؤلفة من آلاف التونسيين والتونسيات وقد ألهبهم الحماس الوطني الفياض، فهتفوا طويلا في شوارع العاصمة منادين : « برلمان تونسي ! برلمان تونسي ! » وبذلك أسمعوا المستعمر الفرنسي صوت الشعب الغاضب، صوت المظلومين والأميين والمقصيين والمهمشين وأنين الجياع، وزفرات المرضى المطالبين جميعا بحقهم وحق تونس في الحرية والاستقلال والكرامة واستعادة الحرية المسلوبة.