الشاهد (عن مؤسسة "بيو") قامت مؤسسة «بيو» بعمل دراسة عن توجهات المسلمين فى أكثر من ثلاثين دولة فى العالم بما شمل حوالى 38٫000 مقابلة وجها لوجه، فى مجتمعات عديدة، مستخدمة 80 لغة فى جميع أنحاء أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا. وأُجرى الاستطلاع بعد حوالى عام من الثورات العربية ، ونشرت نتائجه على موقع المؤسسة: http: //www.pewforum.org/Muslim/ وتعبر الدراسة عن توجهات المسلمين فى العالم تجاه قضايا الحكم والديمقراطية، والتى نشرت فى كتاب: «المسلمون والديمقراطية». بعض استنتاجات الدراسة تبدو متسقة كذلك مع دراسات أخرى مثل «من الذى يتحدث باسم الإسلام؟» التى اعتمدت على استطلاعات «جالوب». ومن اهم ما جاء في الدراسة أولا، هناك ملاحظة عامة عن المسلمين أنهم على تنوعهم الشديد فإن أغلبهم يعتقدون أن الشريعة الإسلامية، أيا ما كان تعريفهم لها، ينبغى أن تلعب دورا مؤثرا فى حياتهم السياسية والاجتماعية. وقد تفاوتت نسبة المسلمين الذين يقولون إنهم يريدون أن تكون الشريعة «القانون الرسمى للبلاد» على نطاق واسع فى جميع أنحاء العالم، من أقل من واحد من كل عشرة فى أذربيجان (8٪) إلى شبه إجماع فى أفغانستان (99٪). لكن أغلبية كبيرة فى معظم الدول التى شملها الاستطلاع فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، يفضلون تطبيق الشريعة وجعلها القانون الرسمى فى البلاد وتبين الدراسة كذلك أن المسلمين يميلون إلى تأييد تطبيق الشريعة، فى مجالات الأحوال الشخصية وتسوية الخلافات العائلية وتنظيم الميراث. وفى معظم الدول التى شملها الاستطلاع، هناك دعم أقل للعقوبات البدنية، مثل قطع يد السارق أو إعدام الناس الذين يتحولون من الإسلام إلى دين آخر (رغما عن أن نسبة التأييد لمثل هذه العقوبات تظل مرتفعة). وحتى فى هذه الأمور، فإن المسلمين مختلفون على نطاق واسع بشأن مسائل، مثل ما إذا كان تنظيم الأسرة وتعدد الزوجات والطلاق والأسرة مقبولة أخلاقيا ثانيا، الرغبة فى تطبيق الشريعة لا ترتبط باضطهاد غير المسلمين. حيث تقول الدراسة إن معظم المسلمين يؤيدون الحرية الدينية للناس من الأديان الأخرى. فى باكستان، على سبيل المثال، ثلاثة أرباع المسلمين يقولون إن غير المسلمين أحرار جدا فى ممارسة شعائرهم الدينية، و٪ 96 من أولئك الذين يرون ذلك يقولون إنه «شىء جيد». وفى تونس هناك نسبة (86%) من المسلمين يرون أنه من الجيد أن يتمتع الآخرون بالحق فى ممارسة شعائر دينهم وهي تقترب من الأتراك (88%)، إندونيسيا (93%)، ماليزيا 83% وهو مؤشر علي اني حمي الطائفية غير موجودة في عقلية التونسيين وفيما يتعلق بالحريات الدينية، تشير الدراسة كذلك انه يري ثلثا اللبنانيين والتونسيين وحوالى نصف العراقيين والفلسطيينين وثلث الأتراك والإندونيسيين أن الصراع الدينى يمثل مشكلة كبيرة لهم وهو ما من شانه ان يطرح اسئلة حول التحديات التي تواجه المجتمع وفيما يتعلق بالتطرف والعنف الدينى، فإن الدراسة توضح أن ما لا يقل عن نصف المسلمين، فى معظم الدول التى شملها الاستطلاع، يقولون إنهم يشعرون بالقلق من الجماعات الدينية المتطرفة فى بلدهم، بمن فى ذلك الثلثان أو أكثر من المسلمين فى تونس (67٪)و مصر (67٪) العراق (68٪)، غينيا بيساو (72٪) وإندونيسيا (78٪). وبشأن العلاقة بين الرجال والنساء، فإن الدراسة تشير إلى أنه فى معظم الدول التى شملها الاستطلاع، فإن الأغلبية من المسلمين يميلون إلى الاعتقاد فى قيمة طاعة المرأة لزوجها. أكثر من تسعة من كل عشرة مسلمين فى تونس (93٪) العراق (92٪)، المغرب (92٪)، وإندونيسيا (93٪)، وأفغانستان (94٪) وماليزيا (96٪) مع هذا الرأى، وهذه النسبة تصل إلى 85% فى حالة مصر. وفى الوقت نفسه، فإن الأغلبية فى العديد من الدول التى شملها الاستطلاع يقولون يجب أن تكون المرأة قادرة على أن تقرر لنفسها ما إذا كانت ترتدى الحجاب أم لا. وكانت هذه النسبة فى تونس (89%) وفى إندونيسيا (79%)، تركيا (90%)، باكستان (70%). وهاته النسبة تؤكد انخفاض منسوب النزعة الذكورية داخل المجتمع التونسي ونظرة الرجل الي حرية المراة في معتقدها داخل البيت الواحد وتختلف الأمور حين نصل إلى سؤال إذا كان من حق المرأة أن تطلّق نفسها أم لا، حيث يرى معظم التونسيين (81%) الأتراك (85%) والبنجلاديشيين (62%) وواللبنانيين (56%) أنها من حقها ذلك. وتنخفض هذه النسبة فى باكستان (26%)، ماليزيا (8%) وإندونيسيا (32%) ومصر (22%). وحين يأتى الأمر للسؤال الخاص بوجود تناقض بين الحداثة (بما تعنيه من تقدم وتطور) والدين، كانت إجابات المسلمين التونسيين فى أغلبها تنخفض الي نسبة (46%) و يبدو ان التونسيين لا يزالون مترددين في امكانية ان يكون المشروع الاسلامي بديلا للاصلاح و مفهوم الدين و العلم لا يزال غامضا لديهم وحين سئل المسلمون عن مدى إعجابهم بأدوات الترفيه الغربية، كانت النسبة أن 50٪ من التونسيين قالوا إنهم معجبون بها، وتتساوي هذه الإجابة لحد بعيد مع سؤال آخر عن التأثير السلبى لأدوات الترفيه الغربية على الأخلاقيات، حيث مال أغلب التونسيين (58%) والماليزيين (65%) والإندونيسيين (55%) ونصف الأتراك للاعتقاد فى صحة هذه المقولة. ثامنا، فيما يتعلق بمدى الالتزام بالديمقراطية، وجدت الدراسة أن أغلب المسلمين فى تونس (75%) يفضلون الديمقراطية على الحاكم القوى (إذا كان لا بد من الاختيار بينهما). وتعتبر الدراسة مهمة بغض النظر عن مدي دقتها فهي تقدم وتشكل الراي العام العالمي تجاهنا بمعني تقدم كيف ينظر الينا وما يعرفه الاخرون عنا في انتظار تشكل مراكز ابحاث و دراسات خاصة بنا تتمتع بدرجة علية من الثقة و المهنية تقول ما لانعرفه عن انفسنا