ما فتئت المديرة العامة للمكتبة الوطنية والاستاذة الجامعية رجاء بن سلامة تثير جدلا بمواقفها وتصريحاتها الشاذة والغريبة والخارجة عن المألوف لتخلق بلبلة وضجة كبيرتين في وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي. ولعلّ آخر شطحات بن سلامة كانت محاولاتها تنظيم معرض صور يتعاطف مع "الهولوكوست" فيما يتعلق بالمحرقة النازية ضد اليهود بحضور العميد السابق لكلية الآداب بمنوبة الحبيب الكزدغلي الذي كان أعلن في ماي 2016 خلال تظاهرة " الغريبة " بجربة أنه سيتم بعث متحف يحتضن التراث اليهودي التونسي ، ويكون مقره بالعاصمة، في 15 ديسمبر 2017 . بيد أن الرياح لم تسر كما تشتهي بن سلامة ، إذ شهدت المكتبة الوطنية، خلال اليوم الموعود، احتجاجات رافضة للمعرض المدعم من متحف الهولوكوست بواشنطن واليونسكو والأمم المتحدة ومؤسسة روزا لوكسمبورغ الألمانية. وقام رواد المكتبة و موظفوها ونقابتها وباحثيها الذين كانوا ضد التطبيع برفع شعار "ديقاج" في وجه الكزدغلي وبن سلامة وهاتفين بحياة فلسطين وعروبتها، مرددين شعار "فلسطين حرة حرة والصهيوني على برة" نشير هنا إلى أنه تم طرد الحبيب الكزدغلي من المكتبة الوطنية ومنعه من تنظيم معرض خاص بالهولوكوست اليهودي وتبييض الصهيونية من قبل عدد من المحتجين وموظفي المكتبة الوطنية بعد هروب مديرة المكتبة رجاء بن سلامة. وتم إخراج الكزدغلي ومن معه من المكتبة وسط حضور أمني لافت قبل أن يتم إبطال المعرض. وقد تزامن المعرض، الذي وصف ب"مبيض الصهيونية" لرجاء بن سلامة والحبيب الكزدغلي ، مع اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس وما رافقه من احتجاجات عارمة في جل بلدان العالم، إضافة إلى تزامنه مع الذكرى الأولى لاستشهاد المهندس التونسي محمد الزواري على يد جهاز الموساد الصهيوني والذي اغتيل بمسقط رأسه صفاقس في مثل هذا اليوم من السنة الماضية. قد أصدرت مديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة توضيحا على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أكدت فيه أن المعرض يتناول مسألة الدعاية النازية، ويقارن بين خطابها وخطاب داعش، قائلة: "موقفي المبدئي باعتباري مواطنة ومعنية بالثقافة والفكر، هو رفض كل مصادرة وكل عنف. وموقفي باعتباري مسؤولة عن المكتبة الوطنية، هو رفض الاحتجاجات العشوائية.. مضيفة: "أرفض المصادرة تحت (مسمى منع) التّطبيع، لأن منع التطبيع هذا هو في أغلب مظاهره قناع من أقنعة العنصرية ضد اليهود، ويقوم على الخلط بين اليهود والممارسة الاستيطانية الإسرائيلية والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني. لا يزايد أحد على مناصرتي للقضية الفلسطينية ولكنني أرفض العنصرية والمصادرة وأرفض العبث بالمؤسسات". ولم تتوقف بن سلامة عند هذا المنشور بل أقدمت على هرسلة اعوان المكتبة الوطنية وذلك بتوجيه استجوابات للذين رفعوا شعار ديقاج في وجه القزدغلي ومنعوا تواصل مهزلة المعرض المشبوه في دار الكتب الوطنية وفق ما أكده عضو النقابة العامة بوزارة الثقافة العجمي لغر على صفحته بالفيسبوك. وجاء في تدوينة العجمي لغر ما يلي: "الي زملائي وزميلاتي في القطاع الثقافي وداخل دار الكتب الوطنية لقد وقع اليوم توسيم زملائكم علي مشاركتهم لمنع المعرض التطبيع مع الكيان الصهيوني بمنحهم وسام العزة والكرامة والشموخ والشرف باستجواب علي خلفيت عدم اقامة هذا المعرض الخزي والعار للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتلميع صوراتهم داخل مجتمعنا تحت اشراف المسؤولة الاولي علي المؤسسة رجاء بن سلامة والمنظم الحبيب الكزدغلي ولاسكات الاصوات الحره والمناضله وقع استهدافهم لتخويف بقية الزملاء والزميلات الشرفاء لكن هيهات لا نخافكم لا نركع لتهديداتكم وتاريخنا النضالي داخل المؤسسة والقطاع الثقافي يشهد علي ذلك لكن المؤسف انا اشباه نقابين مشتركين مع المديرة العامة في هذه المهزلة…الموسمين العجمي لغر. محمد المنصري حميدة بالسعد وللحديث بقية". هذا و قد أشارت مصادر إعلامية إلى أن وزارة الثقافة وجهت استجوابا إلى مديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة حول ممارساتها التعسفية تجاه أعوان المكتبة إضافة إلى ردود الأفعال السلبية التي بلغت مساع الوزارة حول معرض "الهولوكوست". كما عبر الإتحاد العام التونسي للشغل، بحسب المصادر ذاتها، عن استنكاره لقرارات رجاء بن سلامة تجاه بعض الموظفين والنقابيين مهددا بالتصعيد في صورة اتخاذ اجراءات تعسفية وغير قانونية ضد منظوريه.