أحدث الخطوة التي اقدم عليها سليم الرياحي و المتمثلة في تقديم استقالته من رئاسة حزب الاتحاد الوطني الحر مفاجأة في الساحة السياسية خاصة لدى هياكل الحزب الذين ما فتئوا يناشدونه العدول عن الاستقالة سيما و ان سليم الرياحي يعد " دفتر شيكات" الحزب و من دونه سيفلس الحزب و يندثر . مناشدة المكتب السياسي للوطني الحر سليم الرياحي العودة الى الحزب تؤكد ان الحزب معرض للانهيار بمجرد مغادرة الممول الاساسي للحزب سليم الرياحي، وقد عبر مصدر من الاتحاد الوطني الحر في تصريح اذاعي عن وجود رفض واسع من المكتب السياسي لمطلب استقالة الرياحي من رئاسة الحزب خاصة وأن الحزب في حالة جيدة بعد عودته للائتلاف الحاكم مضيفا أن الرفض زاد أكثر بعد رفض الرياحي الافصاح عن الأسباب الحقيقية وراء استقالته التي قال أنها متعلقة بأسباب خاصة وبالجو السياسي العام. من جهة أخرى ، فان استقالة الرياحي من رئاسة الاتحاد الوطني الحر فتحت باب التأويلات والاستنتاجات والتحاليل ، إذ يؤكد متابعون للشان العام في تونس ، أنّ تخلّي الرياحي عن حزبه ما هو الا مناورة سياسية ذات ابعاد داخلية ( لانتقاء من يكن له الولاء من هياكل حزبه) و خارجية ( سعي الرياحي لحيازة مكانة اكبر في الحكومة بعد انسحاب افاق تونس منها) . و تذهب التحاليل بالقول بأن الرياحي بعودته لوثيقة قرطاج وبعد خروج آفاق من الحكومة كان ينتظر تخلي الشاهد عن وزراء آفاق وتعويضهم بوزراء من الاتحاد الوطني الحر والذي عاد للمشهد بانضمامه ل "الترويكا الجديدة" ومساندته للحكومة في تمرير ودعم قانون المالية. أمّا على المستوى الداخلي، و حسب ما جاء في موقع " الشارع المغاربي " فانه من نتائج مناورة الاستقالة ضمان اصطفاف هياكل الحزب حوله، والقيام بالفرز لمن لا يُضمر له الولاء المطلق، باعتبار إدراكه أنّ الحزب برمّته قد يندثر في حال رفع عنه دعمه المادي. في حين أن البعض يؤكد أن ما تعلق بالرياحي من قضايا منشورة لدى القضاء التونسي أضر بصورة الحزب وبمستقبل الرجل سياسيا فخير الإنسحاب من المشهد ككل. قرار الرياحي باغت أيضا قيادات من احزاب الائتلاف الحكومي خاصة بعد عاد الحزب مؤخرا الى دائرة الموقعين عن وثيقة قرطاج في اطار التنسيقية الثلاثية أو ما يعبر عنه بالترويكا الجديدة (نداء تونس وحركة النهضة والاتحاد الوطني الحرّ). و عبر المتحدث باسم حركة النهضة عماد الخميري عن تفاجئ الحركة من إستقالة رئيس الإتحاد الوطني الحر من رئاسة الحزب مشيرا الى أن الوطني الحر لم يقم بتفسير أو تحليل قرار مؤسسه والذي اكتفى بالقول بأن لقراره أسبابا خاصة معتبرا أن مسألة الاستقالة هي شأن داخلي. نفس هذا الموقف عبر عنه الناطق الرسمي لنداء تونس منجي الحرباوي ، الذي أكد أن استقالة الرياحي هي مسألة داخلية تهم الوطني الحر ولا يحق لأي حزب اخر التدخل فيها متمنيا أن يحافظ الحزب على تماسكه . يذكر أن رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي أعلن في بلاغ صدر يوم الخميس 28 نوفمبر عن تكليف نائبته سميرة الشواشي بمهام رئيس للحزب الى حين عقد المؤتمر الوطني للحزب. وقد أعلن رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي عن استقالته من رئاسة الحزب دون أن يكشف عن الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار.