قيل عن السياسي رضا بالحاج أنه يساري بالصدفة وبالقرابة، وقيل أنه صاحب تاريخ موغل في الهامش، و انه مدين للصدفة وللفراغ… ولأن بقاءه في الهامش طال أمده، ولم تسعفه محاولات كسر عزلته في أن يصبح ذا شأن، يحاول الامين العام لحركة تونس أولا اليوم التموقع وإثبات وجود حزبه حديث العهد بالسياسة الذي لا أنصار له أو معجبين، عبر تصريحات لا تكاد تخلو من الاثارة لجلب الانتباه والخروج من القاع. فبالحاج كثّف خلال الفترة الاخيرة ظهوره الاعلامي الذي أصبح يوميا، مستغلا في ذلك تطورات المشهد السياسي، خاصة بعد نتائج الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا، وكان موضوع جميعها تغيير المشهد السياسي، والدعوة بطريقة مباشرة أو ضمنيا الى تغيير الحكومة الحالية، التي يرى فيها حلا لكل مشاكل تونس. واعتبر، في أحد التصريحات، أن المشهد السياسي في تونس وصل إلى درجة من الضبابية وانعدام الثقة باتت تستدعي التفكير جديا في عقد مؤتمر وطني تنبثق عنه حكومة إنقاذ قادرة على تأمين مسار الانتقال الديمقراطي، وإنقاذ البلاد من أزماتها المتنوعة. كما رجّح، عدم قدرة حكومة يوسف الشاهد على الاستمرار في ظل تفاقم الصعوبات الاقتصادية بالبلاد على جميع الأصعدة. وتابع أن يوسف الشاهد لم ينجح أيضا في ادارة الأزمة السياسية التي ضربت حزب آفاق تونس وامتدت تداعياتها إلى حكومته، وهي كلها مؤشرات على عدم قدرة حكومة الشاهد على الاستمرار خاصة بعد دخول قانون المالية ل 2018 حيز التنفيذ، مشددا على ضرورة تكوين حكومة انقاذ. وحث في تصريح اخر، رئيس الجُمهوريّة الباجي قايد السبسي، على حلّ الحكومة الحاليّة و تكوين حكومة إنقاذ وطني نظرًا للوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد، وفق تعبيره. وتجاوزت هذه الدعوات تصريحاته الفردية، لتشملها بيانات رسمية للحزب، حيث دعا في اخر بيان له السبت 30 ديسمبر 2017، كل الاطراف السياسية والاجتماعية الى الاجتماع في مؤتمر سيادي يقر عقدا للانقاذ الاقتصادي والاجتماعي يكون دقيقا في تعهداته وملزما للدولة ولكل الشركاء وتعهد ترجمته في سياسات عمومية تنفذها كفاءات متفرغة في حكومة مصلحة وطنية غير متحزبة ولا معنية بأي من الاستحقاقات الانتخابية القادمة داعيا كل القوى الى تحمل مسؤوليتها للتحرك الفوري في وحدة وطنية صماء لانقاذ المسار الانتقالي من العطالة واخطار الردة . واعتبرت الحركة عقب انعقاد مكتبها التنفيذي في دورته الاولى بتونس العاصمة ان استفحال ازمة البلاد في مستوى المالية العمومية وعلى الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية يعود في الاصل للازمة السياسية العميقة لكامل منظومة الحكم مشيرا ان مسؤولية ذلك يتحملها بالاساس حزبي ما تبقى من نداء تونس وحركة النهضة، وان المنظومة الحاكمة الفاقدة للرؤية والكفاءة القيادية والتي كلفت البلاد بعد ثلاث سنوات من عهدتها حصيلة مفزعة افقدتها شرعية الاداء بما يهدد الانتقال الديمقراطي برمته حسب نص البيان. وقد تناول اجتماع المكتب التنفيذي اقرار الخطة التنظيمية لمواصلة انتشار الحركة في باقي جهات البلاد واعداد قائمات مرشحي الحركة للاستحقاق البلدي في افضل الاجال الى جانب تداول المكتب التنفيذي في الشان الوطني العام ومستجدات المشهد السياسي. وكان بالحاج وحزبه المكون حديثا، من بين الاحزاب والشخصيات التي عاشت مؤخرا صراعات وأزمات داخلية عصفت بهيكلتها وتموقعها في المشهد السياسي عامة وفقدت بسببها ثقة المواطن الذي اكتشف أن أسباب هذه الصراعات المناصب وليس من أجل مصلحة المواطن. فهو الذي مُنح منصب وزير مستشار لدى رئيس الحكومة، ومن ال11 مؤسسا لحركة نداء تونس وهو أيضا من حاول السيطرة على حزبه الاصلي حزب نداء تونس حتى أنه شرع يعد نفسه وأنصاره لأن يكون زعيمه، فكان الزعيم الذي نزل بثقله في صراع الشقوق في حزبه وانتهى به الحال إلى الإنقسام، فاُجبر على الاستقالة، بعد أن فقد ضالته داخل الحزب، ليبحث عنها في حزب جديد يستطيع به البحث من جديد عن الزعامة والتغلغل في الحياة السياسية، وكسب الاضواء.