نزلت التصريحات الاخيرة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد كالصاعقة على الاحزاب التي تهيأت و استعدت لتحوير وزاري وشيك ، لاسيما منها تلك التي تتصيد الفرصة لتوسيع دائرة حكمها او تلك التي عادت مجددا الى وثيقة قرطاج ، الوثيقة التي تمثل الحزام السياسي للحكومة الحالية . و خلافا لكل السيناريوهات و التحاليل السياسية ، نفى رئيس الحكومة يوسف الشاهد نيته في إجراء تحوير وزاري ، مؤكدا ان تغيير الحكومات و الوزراء " أكبر عدو للاقتصاد" . و في سؤاله عن امكانية اجراء تحوير وزاري قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد "كل شيء ممكن لكنني شخصيا لا احبذ اجراء تحوير وزاري.. موش معقول في كل مرة نغير وزير لسبب من الاسباب ." و أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، في حواره مع قناة الوطنية الاولى ان "تغيير الحكومات والوزراء أكبر عدو للإقتصاد". ودعا الشاهد إلى ضرورة إرساء الاستقرار السياسي باعتباره ضرورة قصوى لنجاح البرنامج الحكومي، مبينا ان تغيير الوزراء والحكومات في كل مرة لا يخدم تونس وإقتصادها. وشدد رئيس الحكومة على ان "الجو السياسي النظيف أساس الاستقرار السياسي"، داعيا الاحزاب والمجتمع المدني إلى تخطي الخطاب السياسي المتشنج والإرتقاء به. لكن يبدو ان نفي يوسف الشاهد لاحتمالية اجراء تحوير وزاري لم ترق لحزب نداء تونس الذي يعتبر انسحاب افاق تونس من الحكومة يتطلب بالضرورة انسحاب وزراءه و تعويضهم بوزراء ينتمون الى دائرة الاحزاب الحاكمة، و في تعقيبه على ما أدلى به يوسف الشاهد ، قال الناطق الرسمي باسم نداء تونس المنجي الحرباوي في تصريح ل"الصباح نيوز" أنه يجب على كل من يمثل حزبا منسحبا من الائتلاف الحكومي أن يغادر الحكومة. و تذهب التحاليل بالقول بأن حزب نداء تونس وبعد خروج آفاق من الحكومة كان ينتظر تخلي الشاهد عن وزراء آفاق وتعويضهم بوزراء من النهضة و النداء او ( الوطني الحر ) والذي عاد للمشهد بانضمامه ل "الترويكا الجديدة" ومساندته للحكومة في تمرير ودعم قانون المالية. وأضاف الحرباوي أن حزبه يتفهم الوضع الحالي والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها البلاد، لكن من الضروري أنتنبني الحكومة على تحالف سياسي واقعي، وهو ما يعبر عنه بالحزام السياسي المساند للحكومة.وأشار الحرباوي أن هناك منالاحزاب من أعلن انسحابه من هذا الائتلاف وأعلن أنه أصبح في المعارضة، وبالتالي فإنه يجب على من يمثله فيها الانسحاب آليا. وأكد الحرباوي أن الحكومة مبنية على تحالف أحزاب وليس تحالف أشخاص نداء تونس ليس متسرعا للقيام باي تحوير وزاري في الفترة الحالية.وحول اشارة الشاهد لمساندته لترشح الباجي قايد السبسي لعهدة رئاسية أخرى، قال الحرباوي أن هذا من الطبيعي أن يحصل و»لازم يكون موقفو هكة»، مضيفا أن الشاهد هو ابن نداء تونس وأن القايد السبسي هو مؤسس الحزب وأنه يجب أن ينضبط لمثل هذا القرار لو حصل. ورفض رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، طلب الإعفاء الذي تقدم به الوزراء الممثلون لحزب "آفاق تونس" ، وتشبث ببقائهم ضمن حكومة الوحدة الوطنية. وكان كل من وزير التكوين المهني والتشغيل، فوزي عبد الرحمان، ووزير التنمية المحلية والبيئة رياض المؤخر، وكاتب الدولة للشباب المكلف الشباب، عبد القدوس السعداوي، وكاتب الدولة للتجارة هشام بن أحمد، قد قدموا طلباً إلى رئيس الحكومة لإعفائهم من مهامهم.