تخلق المواقف المتباينة لحزب آفاق تونس الرغبة في التساؤل حول الواقع النفسي للحزب الذي يبدو انه يعاني من حالة "سكيزوفرنيا" أو ما يعرف بحالة "الانفصام في الشخصية" ، اذ ان الحزب ينتقد من جهة الحكومة في الوقت الذي يمثلها باربعة وزراء، و يتمسك من جهة أخرى بوثيقة قرطاج في الوقت الذي يهدد فيه بالخروج منها ، ويساند رئيس الحكومة يوسف الساهد في الوقت الذي ينتقد توجهات الحكومة ، مواقف ان عكست شيئا فهي تعكس تأرجح هذا الحزب بما يتناسب مع مصالحه او انه يعيش حالة من التخبط ناتجة عن هشاشته و ضعفه . فقد أعرب تسعة قياديين من أعضاء الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي والمجلس الوطني والكتلة النيابية لحزب آفاق تونس في بيان نشر في شهر ديسمبر الماضي عن استيائهم العميق ّمما أسموه« ممارسات مريبة راجت داخل الحزب خلال الأيام الأخيرة لتطويع مؤسسات الحزب والتأثير بالضغط عليها وحملها على اتخاذ قرارات بعيدا عن المصلحة الوطنية»، مؤكدين تشبّثهم بوثيقة قرطاج التي« انبثقت عنها الحكومة ودعمهم لها كضمان للاستقرار السياسي والاجتماعي». في المقابل نجد رئيس الحزب ياسين ابراهيم يهدد في اكثر من حضور اعلامي بالانسحاب من وثيقة قرطاج ، موجها العديد من الانتقادات لقرارات حكومة الوحدة الوطنية . لخبطة حزب افاق تونس و تضارب مواقف قياداته تتواصل الى اليوم ، ويأتي هذا بعد ان اكد رئيس المكتب السياسي لحركة آفاق تونس، كريم الهلالي، ان الحزب سيكون حاضرا في اجتماع الموقعين على وثيقة قرطاج اليوم الجمعة ، على اثر تلقي حزبه دعوة رسمية من رئاسة الجمهورية . وأضاف الهلالي، في تصريح لوات الأربعاء، أن آفاق تونس مازال متمسكا بوثيقة قرطاج، كأرضية سياسية ضامنة للوحدة الوطنية، حتى بعد خروج الحزب من الحكومة، مشيرا الى أهمية الاجتماع الذي سيتم عقده بقصر قرطاج في مرحلة صعبة تمر بها البلاد. ودعا الى تحيين هذه الوثيقة، وتطويرها من وثيقة مبادئ عامة، الى وثيقة تفصيلية تتضمن خارطة طريق واضحة للاصلاحات الاقتصادية المزمع تنفيذها وخطة واضحة للحرب على الفساد، وفق تعبيره. وبخصوص ممثلي حزب آفاق تونس بالحكومة، الذين رفضوا قرار الحزب بخروجهم من الحكومة وتمسكوا بحقائبهم، أفاد الهلالي بأن اجتماع المكتب السياسي للحزب الذي سينعقد السبت القادم، سيحسم في الاستقالات والمواقف الأخيرة الصادرة عن ممثليه بالحكومة، بعد أن تمت مراسلتهم. يذكر أن المكتب السياسي لحزب آفاق تونس، الذى انعقد استثنائيا في 19 ديسمبر 2017 الماضي، أكد تمسك المكتب السياسي بالقرار الذي تمّ إتخاذه في المجلس الوطني للحزب بالإنسحاب من الحكومة . وأكد تمسكه بمبادئ ومحتوى وثيقة قرطاج كمرجعية سياسية جامعة ، معتبرا في المقابل أنّ التحالف الاستراتيجي بين حزبي النداء والنهضة قد حاد بالوثيقة عن مضمونها وعن الأهداف التي وضعت من أجلها ممّا أدّى إلى مزيد إرباك الوضع السياسي العام للبلاد.