في فنّ ممارسة المعارضة من داخل الحكومة ، تحاول بعض الأحزاب الحاكمة في تونس المحافظة على موقعها السياسي والبقاء فيه أطول وقت ممكن، تحاول بعض الاحزاب التي اختارت لنفسها موقعا بين المنزلتين، أن تشارك في الحكومة وتدعم المعارضة الصعود الى كرسي السلطة، فتسعى الى الحرص الى ضم صفوفها ضمن تركيبة الحكومة تارة و اتخاذ مواقف معارضة من الحكومة في أطوار أخرى ، ما يضع وزراءها في مواقف محرجة عادة ما تؤدي بهم الى الاستقالة من أحزابهم . وبعد خروج حزبي افاق تونس والجمهوري من الحكومة ووثيقة قرطاج، بعد أن مارسوا معارضتهم لتوجهات الحكومة من داخلها، يبدو أن حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي ينتهج نفس الطريق الذي أخرجهم منها ، خاصة و أنّ مواقف الحزب أضحت تسري في الآونة الاخيرة ضد التيار الحكومي و لعل آخرها ما صدر عن الامين العام للحزب جنيدي عبد الجواد و الذي قال في تعليقه على الأحداث التي جدت مؤخرا ما مفاده " أن الجبهة حرة في الدفاع عن مواقفه بالطريقة التي تراها مناسبة ." و قال القياديّ بحزب المسار الديمقراطي الإجتماعي جنيدي عبد الجواد في تصريح إعلاميّ إنّ حزبه يفرّق بين الاحتجاجات السياسية والمواقف السياسية المحترمة والتحريض والنهب والسرقات. وفي تعليقه على اتهام سمير الطيب وزير الفلاحة الجبهة الشعبية بالتحريض قال عبد الجواد ان تصريحات الطيب تلزمه كوزير وتندرج في اطار خطاب الحكومة ولا علاقة لها بموقف حزب المسار. وتابع "لسنا موافقين على ما قال رئيس الحكومة... ونندّد بالأعمال التي تجري في الشارع والفوضى... نعتقد أن من يقف وراءها هو كلّ من ليس له مصلحة في محاربة الفساد" وشدد المتحدث على ان"المخرّبين" هم اطراف " تدافع عن مصالحها". وأردف الجنيدي "لسنا من دعاة النزول إلى الشارع في هذا الظرف ... لكن الجبهة الشعبية نفسها أكّدت أنها طالبت بالاحتجاج " ملاحظا "كلّ حدّ يعبّر على موقفو بإلّي يراه... الجبهة حرّة في ممارسة حقوقها الدستورية والقانونية وفي الدفاع عن مواقفها بالطريقة التي تراها مناسبة". يشار الى ان سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية كان قد اتهم الجبهة الشعبية بالتحريض وقياداتها بالتأجيج مبينا في تصريح لراديو شمس ان الجبهة دعت للاحتجاج ليلا مرتين وان مثل هذه الاحتجاجات تخلف حتما ما أسماه بالتكسير. و بالتالي بات وزير الفلاحة سمير الطيب والممثل الوحيد لحزب المسار الاجتماعي في الحكومة في وضع لا يحسد عليه، بعد أن واصل حزبه إحراجه والتضييق عليه من خلال التصريحات و البيانات التي تتالت مؤخرا، والتي انتقد فيها مختلف توجهات الحكومة.