العديد من المفاجآت ظهرت في الفترة الأخيرة والأكيد أن الكثير من التغييرات ستطرأ خاصة في خضم التغيرات السريعة التي عرفتها تونس و التي تجلت في سرعة تغير الرأي وظهور آراء أخرى، انتكاس أفكار وصعود أخرى ، تقلبات مرتبطة في مجملها بالاستحقاق البلدي المزمع اجراؤه في ماي المقبل. و تشهد الساحة السياسية هذه الفترة العديد من المتغيرات سواء على الصعيد الحزبي أو الحكومي و حتى على مستوى تموقع الاحزاب في اللوحة السياسية ذاتها ، اذ تشي المستجدات بتحولات كبيرة على صعيد الخارطة السياسية بتنقلاتها المفاجئة ، فيما يؤكد مراقبون ان الاحزاب في تونس تستند في تنقلاتها على الحسابات الضيقة و على نعرات قياداتها ، هذا التشخيص برز بالتحديد بعد ان اعلنت حركة مشروع تونس انسحابها من وثيقة قرطاج قبيل اسابيع قليلة من الانتخابات البلدية . كما أعلنت الحركة سحب دعمها للحكومة مطالبة بتغييرها بحكومة كفاءات وطنية مستقلة عن الأحزاب وغير معنية بالانتخابات القادمة. هذا الانسحاب غير المتوقع لحركة مشروع تونس اثار استغراب الناطقة باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش و التي أكدت في مداخلتها على قناة حنبعل انها تستغرب مواقف الأمين العام لحزب مشروع تونس محسن مرزوق الذي أعلن الخروج من وثيقة قرطاج. وأضافت سعيدة قراش موجهة كلامها للامين العام للمشروع " اش جاب قفصة لبوحجر وعندك مشكلة مع حزب اش دخل وثيقة قرطاج." متهمة محسن مرزوق وحزبه بالارتجال قائلة ليس بمثل هاته الطريقة ندير الأمور. من جهة ثانية أكد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري إنّ "الأطراف التي خرجت من وثيقة قرطاج اختارت الانسحاب قبل 5 أشهر من تنظيم الانتخابات البلدية.. ربّما يدخل ذلك في إطار حسابات سياسية.. هو شأن داخلي مرتبط بأجندات وحسابات انتخابية". ورجّح الخميري، في تصريح صحفي ، أن تعود تلك الانسحابات إلى تهرّب هذه الأطراف من تحمّل مسؤوليتها قبل الانتخابات البلدية وأضاف "نعتقد أنّه مازال للحكومة حزام برلماني يُساندها ويمرّر لها مشاريع القوانين". وشدّد نفس المصدر على أن حركة النهضة لا تزال ملتزمة بوثيقة قرطاج وبمواصلة دعم الحكومة، مشيرا إلى إمكانية أن تنظر مؤسسات وهياكل الحركة في تداعيات الانسحابات المسجّلة. وتضمّ قائمة الأحزاب المنسحبة حتى الآن من اتفاق وثيقة قرطاج كلاّ من "الجمهوري" و"آفاق" و"المشروع". و تُمثل حركة مشروع تونس حكومة يوسف الشاهد بكاتبة دولة لدى وزير النقل، سارة رجب، وأخرى لدى وزير الصحة، سنية بالشيخ. و أعلنت حركة مشروع تونس انسحابها من وثيقة قرطاج وسحب دعمها للحكومة معتبرة أن مسار اتفاق قرطاج "صار منتهيا ولم يعد قادرا على تنفيذ ما وقع الاتفاق عليه، وطالبت مشروع تونس بتغيير هذه الوثيقة لأن بقاءها بشكلها الحالي هو عنوان لغياب الاستقرار."