مع عدم نجاح حركة نداء تونس في تجاوز الأزمة العاصفة التي مرّ بها الحزب في السنتين الأخيرتين لم تكن حركة مشروع تونس بعيدة هي الأخرى عن الأزمة ، فقد شهدت الحركة تراجعا ملحوظا ساهم فيه أمينها العام محسن مرزوق الذي لا يستقر على موقف او رأي محدّد ، فتارة نجده مع الحكومة و طورا ضدها ، تارة نجده يناشد حزبه القديم نداء تونس في دعوة للمّ الشمل و طورا نجده يتهجم عليه ، تارة يبارك التوافق بين النداء و النهضة و طورا يهاجمه و كأنه نسي أنه كان من عرّابي هذا التوافق ، مواقف محسن مرزوق التي تحمل في مجملها طابع " التناقض" جعلت اغلب الفاعلين السياسيين يأخذون مسافة من حزبه ، بل اغلب الاحزاب السياسية اتفقت على ان محسن مرزوق يتمايل مع ما يتناسب مع مصالحه السياسية راميا وراء ظهره المصلحة الوطنية . نداء تونس : مرزوق و حزبه اكبر عملية تحيل سياسي في تاريخ العملية الديمقراطية وصف النائب عن نداء تونس المنجي الحرباوي الامين العام لحزب مشروع تونس محسن مرزوق بانه أكبر عملية تحيل سياسي في تاريخ العملية الديمقراطية بتونس. وأضاف الحرباوي عل أمواج إذاعة "ديوان أف أم" أن محسن مرزوق تحيل على حزب نداء تونس وتابع "محسن مرزوق سياسي لا يتمتع بالنزاهة والشفافية وهو وراء نقل عدد من نواب النداء لخدمة شخصية. وردا على انسحاب حركة مشروع تونس من اتفاق قرطاج، و على تصريح رئيسها محسن مرزوق الذي قال فيه إنّ الحركة تعتبر أن الحكومة الحالية هي حكومة النهضة و النداء، قال الناطق الرسمي باسم نداء تونس منجي الحرباوي في تصريح للصباح نيوز إنه يجب تنشيط ذاكرة المواطنين بأن حركة "مشروع محسن مرزوق" مثلها مثل آفاق تونس لم يصادقوا على قانون المالية باعتبار أنه المحدد الاساسي لمدى دعم الحكومة من عدمه مضيفا أن مواقف نواب المشروع كانت متذبذبة من جميع الفصول و هذا دليل على أن المشروع لم يكن يدعم الحكومة و لا يهمّ انسحابه من عدمه فهو لم يكن أصلا داعما لها كما انه ليس للمشروع وزراء في الحكومة . و أشار الحرباوي إلى أنه لن يكون هناك تأثير على حكومة الوحدة الوطنية و الاستقرار الحكومي كما أنه لا يتصور أن يكون هناك تأثير للانسحاب لأن الوثيقة مبنية على دعم المنظمات الوطنية و احزاب سياسية فاعلة في الساحة السياسية، مضيفا ان اختيار مشروع تونس الانسحاب من وثيقة قرطاج لن يكون له تاثير على الحكومة بقدر ما سيؤثر على مشروع مرزوق نفسه. اياد الدهماني : خروج مرزوق لن يؤثر على عمل الحكومة الناطق الرسمي باسم الحكومة ، اياد الدهماني ، علق بدوره على انسحاب المشروع من الحكومة ، قائلا أنهم يحترمون قرار انسحاب حركة مشروع تونس من وثيقة قرطاج. واضاف في تصريح إذاعي : " يبدو أن الحساب السياسي يطغى على خيارات يمكن أن تكون أعمق وفيها تشخيص حقيقي حول نجاحات وإخفاقات الحكومة » وفق تعبيره. وأشار إلى أن هذا الأمر يعود بالأساس إلى السجال السياسي يعني أن أغلب النقاشات تكون على مواضيع سياسية بالمعنى الحزبي والانتخابي وتبتعد عن ما هو سياسي بالمعنى النبيل يعني المشاريع والبرامج الأمر الذي قال إنه لن يؤثر على عمل الحكومة على حدّ قوله. هذا أعلنت حركة مشروع تونس في بيان لها يوم الخميس 18 جانفي 2018، إنسحابها من وثيقة قرطاج، و سحب دعمها لحكومة الوحدة الوطنية بحسب ما أفادت به وكالة تونس إفريقيا للأنباء. ويعتبر حزب "مشروع تونس" ثالث حزب سياسي يعلن انسحابه رسميا من قائمة مساندي "وثيقة اتفاق قرطاج"، بعد خروج "الحزب الجمهوري" وحزب "آفاق تونس"، وإعلان "حركة الشعب" تعليق حضورها ومقاطعتها الاجتماع الأخير.