كان وقع ورود إسم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في الترتيب السادس ضمن قائمة أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم العربي مدوّيّا على الساحة الوطنية والعربيّة ككل ، سيّما وقد جاء هذا التصنيف أسابيعا قليلة بعد إدراجه ضمن قائمة أكثر الشخصيات المؤثرة ‘ إسلاميّا ‘ ، ممّا عزّز مكانته أكثر فأكثر. و ما انفك الغنوشي يثير انتباه العالم إليه بإنجازاته الفكرية وحنكته السياسية ، وأثبت في أكثر من مناسبة أنه شخصيّة مركزية ذات ثِقلٍ هامّ على الساحة السياسية على الصعيد المحلي والعربي والدولي على حدّ سواء.. شخصية ناضلت ونازعت الأمرّين في سنوات الظلام ، صنعت من الضعف قوّة وخلقت الفارق من لاشيء.. هو نموذج مثالي للإنسان الناجح ، والمفكّر الرصين، والسياسي المحنّك الذي تمكن من تجاوز عديد الكبوات وبحكمته أنقذ البلاد ، ما بعد الثورة ، من براثن قوى الشرّ التي أرادت بتونس شرّا ، وخيّر التنازل عن الحكم من أجل المصلحة الوطنية ، و وضع اليد في اليد مع منافسه السياسي نداء تونس في إطار عملية توافق سياسي لا لشيء إلاّ للرّسوّ بالبلاد إلى برّ الأمان واستكمال مسار الانتقال الديمقراطي.. ولعلّ الشهادات المتتالية المعترفة بأن الغنوشي شخصية قيادية بامتياز وتحظى بإعجاب شاسع المدى في العالم أجمع ، دفعت موقع البي بي سي إلى الاعتذار مرّتين إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على ما نشره من أخبار غير صحيحة تتعلق بالغنوشي في 23 نوفمبر الماضي. وقال الموقع في بيان له، الخميس 18 جانفي 2018 ، إننا "كتبنا خطأ أن اسم السيد راشد الغنوشي، ورد في قائمة أصدرتها دول عربية تقاطع قطر وتضم منظمات وأفرادا بزعم التطرف والإرهاب". وأكد أن "اسم الغنوشي لم يرد في القائمة وليس هناك أي تلميح مقصود لاتهامه بالعلاقة مع نشاطات إرهابية"، مشيرا إلى أن "بي بي سي" أقرت بالخطأ واتخذت خطوات لتصحيحه بعد فترة قصيرة من النشر. وأضاف الموقع: "نعتذر للسيد الغنوشي عن هذا الخطأ وعن أي إزعاج نتج عنه". وكان موقع "BBC" نشر خبرا قبل شهرين، عن إعلان كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين في بيان مشترك، إضافة كيانين وأحد عشر فردا إلى قائمة الإرهاب حسب تصنيفها. وسارعت إدارة الموقع على الاثر الى تدارك الوضع وتقديم اعتذار، من الغد 24 نوفمبر 2017 ، من راشد الغنوشي. وسبق أن أعلنت حركة النهضة، أنها تعتزم مقاضاة موقع "بي بي سي عربي"؛ بتهمة "الزج باسم رئيس الحركة راشد الغنوشي في قائمة شخصيات مصنفة إرهابية مؤخرًا". وقال رئيس مكتب إعلام حركة النهضة، جمال العوي انذاك : "قررنا متابعة كل من زج باسم رئيس الحركة، راشد الغنوشي، في قائمة مصنفين إرهابيين ". وفي سياق متصل، قالت حركة النهضة، في بيان لها إنه "خلافًا لما تداولته بعض وسائل الإعلام، فإنه لا علاقة للغنوشي، بالقائمة الصادرة مؤخرا من طرف بعض الدول التي تضع بعض الأفراد والمنظمات على لائحتها للإرهاب، معتبرة أن الزج باسم الغنوشي في هذا المجال "محاولة يائسة لتشويه فكره ومسيرته النضالية الطويلة من أجل الحرية والديمقراطية ومقاومة الاستبداد والتطرف والإرهاب". جدير بالذكر أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي تصدّر في ظرف شهرين المراكز الأولى ضمن قائمتين لأكثر الشخصيات المؤثرة في العالم. وفي القائمة التي نشرها مركز "global influence" السويسري للأبحاث عن الشخصيات العربية الأكثر تأثيرا في الرأي العام في 2017 ، ورد اسم راشد الغنوشي في المرتبة السادسة ، بعد كلّ من الكاتب السعودي محمد الرطيان و الإعلامي السوري فيصل القاسم ، والمدون السعودي المعتقل رائف بدوي، و الروائي والصحفي السعودي محمد حسن علوان ، و الباحث والداعية الإسلامي طارق السويدان ، والكاتب والحقوقي السعودي رائف بدوي . ووفقا للمركز ، فإن الهدف من القائمة هو "اكتشاف من يقوم بتشكيل الأفكار في المجتمعات، ويحدد المسارات السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات". ويعتمد المركز في اختياره للقائمة على تطبيقات وبرمجيات حديثة، تساهم في قياس مدى تأثير الشخصيات على المجتمعات العربية. وسبق لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن يرد اسمه ضمن أكثر الشخصيات المؤثرة قبل شهرين من الآن، ففي نوفمبر 2017 ، ورد اسمه ضمن قائمة الشخصيات الاسلامية الأكثر تأثيرا لعام 2017 التي نشرها المركز الملكي الاسلامي للدراسات الاستراتيجية في الأردن . وجاء في المرتبة الثلاثين في الترتيب من بين قادة دول وزعماء سياسيين وعلماء دين. واعتبر التقرير الشيخ راشد الغنوشي أحد اعلام الفكر الاسلامي في العالم ومن أهم المؤثرين في الساحة السياسية التونسية خلال المرحلة الانتقالية بعد سنة 2011، مشيرا الى حصوله على جوائز دولية لمساهمته في الانتقال الديمقراطي وفي تعزيز قيم اللاعنف. كما ذكر التقرير أن الشيخ راشد الغنوشي يعتقد أن النموذج التونسي هو أفضل منوال لمحاربة الارهاب، موضحا ان الغنوشي يرى أن من أهم أسباب الارهاب هو الفساد المستشري في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.