يربكُ تقلّبُ المواقف و تباين الآراء عمل الأحزاب في تونس ، فتجد في الاسبوع الواحد موقفين متضاربين للحزب نفسه ، يوما يتنّى موقفا في اليوم الثاني يعارضه ، مواقفٌ كشفت في تضاربها الوضع النفسي "المعقد" للأحزاب السياسية في تونس و لعلنا لا نستثن في طرحنا للمسألة " حزب حركة مشروع تونس" الذي عودنا بمواقفه "المتأرجحة" و التي تنقلب سريعا بين ليلة و ضحاها.. و في تصريحه لوكالة تونس افريقيا للانباء ، اكد الامين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق أنّ حزبه مستعد للانتخابات البلدية منذ "مارس الفارط" ، و لكنّ مرزوق نسي أنّ حزبه كان من بين الأحزاب التي دعت في وقت سابق إلى تأجيل الانتخابات البلدية كما اتّهم المشروع انذاك بمحاولة تعطيل العملية الانتخابية خاصة و أن مصادر مقربة من الحزب كشفت انه لم يكن على استعداد للخوض في معركة سيكون فاشلا فيها لا محالة. بيد أنّ محسن مرزوق يتكلم اليوم عن الاستحقاق البلدي بلسان الواثق المطمئن خاصة و انه سيخوض غمار الانتخابات برفقة عشرة أحزاب اجتمعت في قائمات موحدة في أكثر من 45 بلدية تحت اسم "الاتحاد المدني" . و تضمّ تنسيقية الأحزاب العشرة كلا من حركة آفاق تونس وحركة البديل وحركة مشروع تونس وحركة تونس أولاً والحزب الجمهوري وحزب المستقبل وحزب المسار وحزب العمل الوطني الديمقراطي وحزب اللقاء الدستوري وحزب المبادرة، وانضافت اليه الحركة الديمقراطية الأسبوع المنقضي. و يرى مراقبون أنّ اجتماع ثلّة من الأحزاب تحت راية واحدة ما هو إلاّ دليل على عدم ثقتها في رصيدها الشعبي فالتجأت الى التوحد مخافة "الفتك" بها او بهدف ضرب الاحزاب الكبيرة حتى لو كلفها ذلك " تقزيم " نفسها في اطار "كوكبة" من الأحزاب . من جانبه أكّد محسن مرزوق، أن حركة مشروع تونس ستتقدَّم إلى هذه الانتخابات ضمن قائمات الائتلاف المدني المتواجد على مستوى 50 بلدية وضمن قوائم باسم مشروع تونس، كما ستدعم قائمات مستقلة. وأضاف مرزوق،أنَّ الحركة استكملت تركيز مكاتبها المحلية والجهوية، في كامل البلاد، وأنَّه انطلق في جولة ثالثة إلى مختلف المناطق «للاطلاع على عمل هياكل حزبه، المحلية والجهوية، واستكشاف واقع الاستثمار في تلك المناطق وبشأن غياب البرامج بالنسبة إلى الأحزاب السياسية، ذكر مرزوق: «إن حزبه له مشروع يمتد إلى سنة 2030». وقال: «إن الإشكال يتمثل في أنَّ الخطاب السياسي الحالي يطغى عليه السب وليس تقديم المشاريع»، محمِّلاً «السياسيين وجزءًا من الإعلام، الذي يبحث عن الإثارة، مسؤولية هذا الواقع». يُذكر أنّ مجموعة من الأحزاب السياسية دعت في سبتمبر الماضي إلى تأجيل الانتخابات البلدية التي كانت ستجرى في شهر ديسمبر المنقضي ، و تضم حزب الوطن وحزب العمل الوطني الديمقراطي والمسار الديمقراطي وحركة مشروع تونس والحزب الجمهوري والبديل التونسي وآفاق تونس .