بالرغم من تستّر أبناء الحزب عن ذلك فإن المعلومات المنتشرة هنا وهناك، تُثبت أنّ الصراع بين نداء تونس و رئيس الحكومة يوسف الشاهد في أوجهه ، ليخرج الصراع الخفي على السلطة إلى العلن بعد أن كان حبيس الكواليس ، بالتوازي مع ذلك يؤكد متابعون للشأن السياسي ان عمر الشاهد كرئيس الحكومة شارف على النفاذ بالنظر الى المؤامرات التي تحاك ضده في غرفة العمليات التابعة للندائيين . و حسب ما تناقلته مصادر إعلامية متنوعة ، فإنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد يتعرض لضغوطات كبيرة ليوقف حربه على الفساد ، سيناريو اخر يقول انه عُرض على الشاهد ايقاف حملته على الفساد مقابل الإبقاء على منصبه كرئيس للحكومة ، جزءٌ من هذه التخمينات أكدها القيادي بحركة نداء تونس محمد فاضل عمران الذي كشف وجود هوة عميقة بين القرارات الذي يتخذها يوسف الشاهد و خيارات الحزب . وكشف محمد فاضل بن عمران ان رئيس الحكومة يوسف الشاهد لم يستشر الحزب لدى اختياره لوزارئه و لكن حزب نداء تونس و من بعده النهضة سيتحملان تبعات هذه القرارات . كما اكد بن عمران في حوار ل"الصباح الأسبوعي" أنّ يوسف الشاهد لم يستشر الحزب في اختيار مستشاريه، واعتبر أنّ فشل الحكومة سيتحمّله النداء بدرجة أولى. و لفت نفس المصدر إلى ان رئيس الحكومة ملزم بمراجعة سياسته في مكافحة الفساد ، خاصة و ان الفساد لا يعالج كما يحدث الآن بمعاقبة أشخاص وأعوان وغيرهم، بل يجب أن يكون بمعالجة المنظومة ومواجهة الأشخاص المسؤولين عنها. وهنا أتحدّث عن خيارات رئيس الحكومة التي لم يقم باستشارتنا فيها إطلاقا. و اضاف الفاضل بن عمران :" من ذلك اعتماده على أمر الطوارئ الذي نحن لسنا في حاجة إليه بما أننا في دولة قانون ومؤسسات ونحن كحزب نداء تونس نؤسس لدولة القانون، وهذا ما أعلناه صراحة ونحن جيل يؤسس لاحترام الدستور والدولة التي تحفظ كرامة المواطن. و تابع نفس المصدر بالقول " للأسف الشديد أن نقطة الخلاف الجوهرية أنّه تمّ تعيين يوسف الشاهد يوم 27 أوت 2016 ولم تنطلق حملة الفساد إلا في أواخر ماي 2017 وبهذه الطريقة المباغتة دون إعداد أية أرضية أو استراتيجية تُذكر أو إعداد ملفات فكانت النتيجة أن برّأ وأطلق سراح المتهمين بالفساد الذين قبض عليهم في الأشهر الفارطة. وهذا يعني أنه لم يتمّ الإعداد للملفات ولا التروي في الموضوع، وهذه نتيجة طبيعية مادام يوسف الشاهد لم يتحدث في الموضوع ولم يستشر أحدا." و تابع بن عمران بالقول : "لا يوجد أي خبير جدير بهذه التسمية لدى رئيس الحكومة في الوقت الحاضر، وخاصة هؤلاء الذين يدعون أنّهم من رجال الاقتصاد، والاقتصاد منهم براءة، وقد قلنا ذلك إلى السيد يوسف الشاهد في إطار تلك التسريبات." و اكد القيادي بنداء تونس ان المستشارون والخبراء المحاطون بيوسف الشاهد هم من خياره الشخصي ولا علاقة للحركة لا من قريب ولا من بعيد بهذه المسألة، قائلا : " نحن نتحفظ عليهم جميعا دون أي استثناء ونتبرأ منهم وهؤلاء هم من أحرجونا في علاقتنا بالسيد رئيس الحكومة."