تعدّ الانتخابات البلدية أهم حدث منتظر في تونس العام المقبل، باعتبارها خطوة مهمة وأخيرة في طريق الانتقال الديمقراطي، رغم المخاوف من عزوف الناخبين، واحتمالات عرقلة الانتخابات التي وُصفت بأنها "قاطرة الانتقال الديمقراطي". وتُحاول العديد من الأحزاب التونسية أن تتحرك في اتجاه الاستعداد للانتخابات البلدية االتي تعول عليها في إطار تموقعها المحلي الذي يخول لها المشاركة في عديد الأنشطة والمشاريع التي يتم إنجازها. و اتجهت أحزابٌ سياسية نحو بناء تحالفات لتقاسم اعباء المنافسة الانتخابية، فيما يراها اخرون تقليدا سياسيا معتمدا في أغلب الدول الديمقراطية التي تتبع نظاما انتخابيا مشابها للنظام الانتخابي التونسي. و قال رئيس حزب حراك تونس الارادة المنصف المرزوقي في ندوة صحفية عقدها اليوم الاحد بمدنين ان حزبه في اتجاه تشكيل قائمات حزبية وائتلافية لدخول الانتخابات البلدية، مشيرا الى تنظيم اجتماعات ماراطونية لتشكيل قائمات ائتلافية لاسيما مع حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات وحزب التيار الديمقراطي . واضاف خلال هذه الندوة التي انتظمت عقب اجتماع حزبي بمدينة مدنين ان حراك تونس الارادة "مستعد للانتخابات البلدية القادمة ويشتغل ليلا نهارا قائلا ان "هذه الجولات تاتي في اطار تشكيل القائمات والاعداد للانتخابات البلدية التي سيكون في الميدان من اجلها ". وذكر المرزوقي انه لم يدع قط الى اسقاط الحكومة بل ان كل ما يطلبه هو ان تعطى ضمانات بان تكون الانتخابات البلدية حرة ونزيهة وفي كنف الشفافية الى جانب حياد الاعلام والسلطة الحاكمة مشيرا الى ان خياراته السياسية في عدم التواصل مع المنظومة القديمة لم تتغير وستبقى في نفس الخط . ولفت رئيس حزب تونس الارادة الى ان ازمة ستحدث في السنتين المقبلتين قال ان مؤشراتها واضحة سياسيا في ظل عدم استقرار الحقائب الوزارية وعدم وجود حوار وطني لا بين اطراف المعارضة ولا في السلطة فضلا عن "تذمر الراي العام نتيجة سياسة الاكاذيب" وفق قوله واصفا التوافقات الحالية ب"الصفقات الحزبية." في المقابل نفى حزبا التيار الديمقراطي و التكتل من أجل العمل والحريات أي تنسيق أو اتفاق مع حزب حراك الإرادة الذي يرأسها الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي بشأن الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في شهر ماي المقبل، بعد تصريحات للمرزوقي حول اتفاق حاصل خلال اجتماع له مع أنصاره في ولاية مدنينجنوب البلاد. وأكّد الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي في تصريح لموقع " اللشاهد" أنّ حزب التيار الديمقراطي سيخوض الانتخابات البلدية بقائمات "تيارية" خاصة ، مع احتمالية دخول الحزب في قائمات مشتركة مع مستقلين في الاماكن التي استعصى فيها تركيز مكاتب جهوية و محلية خاصة بالحزب ، و في حين لم يتوفر المستقلين هناك احتمال ان يقترح الحزب قائمات م مع بعض احزاب المعارضة الاجتماعية، وهي أجزاب الحراك والتكتل والجبهة الشعبية وحركة الشعب، على حدّ قوله . و في تعقيبه على ما أدلى به رئيس حراك تونس الارادة المنصف المرزوقي ، قال الشواشي :" أرجح ان يكون تصريح المرزوقي لم ينقل كما هو ." مشددا في الان نفسه على ان دخول التيار في قائمات ائتلافية على مستوى وطني غير مطروح بتاتاٌ. من جانبه اكد القيادي في التكتل خليل الزاوية إن حزبيه لم ينسق مع المرزوقي حول الانتخابات وأن نية حزبيه تتجه نحو دخوله بقائماته الحزبية في أغلب الدوائر وأن أي خطوة في اتجاه الدخول بقائمات ائتلافية مع أي طرف تكون وفق تنسيق مشترك. وأضاف الزاوية أن تصريحات المرزوقي باغتتهم ولم يتم إعلامهم بها إلا عبر وسائل الإعلام مثل سائر المواطنين.