بالرغم من أن اغلب الاطراف المكونة للمشهد السياسي ومتابعوه يرون أن حزب اليسار سيكون تجربة سياسية مصيرها الاندثار كغيره من الاحزاب التي سبقته في ظل التنافس على الاستقطاب، لاسيما في ظل التنافس و الاستقطاب مع غريمه السياسي الجبهة الشعبية، غير أن الوزير السابق والقيادي السابق في المركزية النقابية عبيد البريكي يعلق آمالا كبيرة على مبادرته في تجميع شتات اليسار. وتساءل سياسيون، وباحثون في المجال منذ إعلان البريكي، عن تكوين حزبه الجديد، عن مصير الاحزاب اليسارية الحالية الملخصة في الجبهة الشعبية، حتى ذهب بعضهم الى الحديث عن إمكانية إحداث انقلاب ناعم داخل اليسار، الذي يبدو أنه استنفذ أغراضه، وخطابه. و يشدد مختصون على أن غياب خطاب سياسي مقنع وعدم توجه الاحزاب اليسارية الى المواطن بقدر صراعاتهم السياسية هو الذي يعقد التقارب السياسي الذي يبدو أنه انطلق مبكرا بين تحالف الجبهة ومبادرة البريكي حول إمكانية التجمع داخل هيكل سياسي واحد. هذا ووجه منسق عام مبادرة اليسار عبيد البريكي دعوة الى الجبهة الشعبية من اجل الالتحاق بمبادرته الجديدة التي تحمل اسم "حركة تونس الى الأمام" ، مشددا على أن 5 أحزاب أعلنت رسميا التحاقها بحزب اليسار التونسي، والنقاش جاري مع أحزاب أخرى . وقال إن هذه المبادرة تبقى مفتوحة أمام كل الأطراف السياسية الراغبة في الانضمام إليها، وتعديل كفة المشهد السياسي التونسي، ومن بينها تحالف «الجبهة الشعبية» الذي يضم 11 حزباً سياسياً موزعة بين اليساري والقومي، إلا أنها مبادرة ممنوعة على الأحزاب الليبرالية في توجهاتها الاقتصادية والفكرية. تفاعلا مع هذه الدعوة، قال القيادي في الجبهة الشعبية والأمين العام لحزب التيار الديمقراطي زهير حمدي في تصريح ل"الصباح نيوز" ان النقاش بين الاطراف يكون على اساس نقاط مشتركة بين الطرفين واضاف زهير حمدي : "اعتقد انه لا يوجد اشياء مشتركة بين الجبهة الشعبية وحزب البريكي كما انه لا وجود لقواسم مشتركة بينهم ، لافتا الى ان الجبهة الشعبية في تشخيصها وقراءتها للواقع والاجوبة والبدائل ورؤيتها للمسائل الاقتصادية لا تتماشى مع مبادرة عبيد البريك. وشدد حمدي على انه لا مجال لالتقاء الجبهة الشعبية مع مبادرة البريكي خاصة وانه لديها برنامجها وبدائلها على الساحة الوطنية وهي منفتحة على كل الشخصيات الوطنية والبدائل السياسية التي تتماشى معها وكان النائب عن الجبهة الشعبية عمار عمروسية قد أكد في تصريح سباق لل"شاهد"، أن الجبهة لن تتأثر بمبادرة عبيد البريكي ووصف المنضمين اليها ب"جزء من اليسار بالمزعوم والمشبوه". ولفت عمروسية الى وجود "فرق شاسع بين اليسار المساند لشعبه اي الجبهة الشعبية، واليسار المساند لأحزاب الائتلاف الحاكم الذي كان في خدمة نظام بن علي، مشددا على أن "أشباه اليساريين"، في إشارة الى المكونيين لمبادرة "اليسار الكبير"، يمثلون خطرا كبيرا على البلاد، ويشوّهون صورة اليسار التونسي الذي طالما قدم تضحيات كبيرة لتونس. محدث "الشاهد"، أكد أيضا أن هذه المبادرة عن قصد أو عن غير قصد، وعن وعي أو عن غير وعي تصب في خانة التفكيك الذي يطمح له "ساكن قرطاج لكنهم لن يمروا"، مشيرا إلى ان الجبهة ستواصل تعزيز وحدتها من خلال النقاش الحر والنضال الميداني، حسب تعبيره. وتضم مبادرة البريكي كل من "الحزب الشعبي التقدمي " و "الوحدة الشعبية " و "حزب العمل الوطني الديمقراطي" و"حزب الثوابت" و"حزب مستقبل تونس .