من المتوقع ان يتكرّر سيناريو الاحزاب المنسحبة حديثا من وثيقة قرطاج مع حزب المسار الذي يواجه حاليّا مطبّات معقدة في ظل انقسام الحزب إلى شقين ، شقّ يدعم الامين العام للحزب ووزير الفلاحة سمير الطيب و يتمسك بالبقاء في وثيقة قرطاج و شقّ ثاني مع الخروح منها. و من المتوقع أن يحسم الحزب موقفه النهائي اليوم الاربعاء 7 فيفري إذ سيصدر بيانا في الغرض حسب ما أكده القيادي بالحزب الجنيدي عبد الجواد . و قال الجنيدي عبد الجواد، القيادي بحزب المسار الاجتماعي الديمقراطي، إن الأمانة الوطنية للحزب ستدعو اليوم الثلاثاء إلى انعقاد المكتب السياسي من أجل اتخاذ قرار نهائي بخصوص البقاء في حكومة الوحدة الوطنية من عدمه. وبين في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أن الأمانة العامة كانت قد نظرت في نهاية الاسبوع الماضي في النقاط المتعلقة بوثيقة قرطاج والمشاركة في الحكومة والانتخابات البلدية، مبرزا أن النقطة الخلافية الأبرز داخل الحزب هي البقاء في الحكومة أو الخروج منها بالنظر إلى اختلاف وجهات النظر حول مدى استجابة هذه الحكومة لمقومات حكومة الوحدة الوطنية. وأشار الجنيدي عبد الجواد إلى أن عضو الحزب، سمير الطيب (وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في الحكومة)، دعي لحضور هذا اجتماع ومن الممكن أن يحضره. يذكر أن عبد الجواد كان قد كشف في تصريح لموقع "الشاهد" يوم الأحد 4 فيفري عن أن موقف الحزب غير واضح لأن بعض الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج تشوش على عمل الحزب ، مشيرا الى أن حكومة الوحدة الوطنية حادت عن المبدأ الأول الذي قامت عليه. ويؤكد عبد الجواد أن الاجتماعات التي حصلت درست موقف الحزب من وثيقة قرطاج وقيمت العمل الحكومي، إلى جانب مناقشة مسألة بقاء الحزب في حكومة الوحدة الوطنية أو عدمه، هذا إلى جانب موضوع الانتخابات البلدية، مبينا أن بعض ما يروّج في الكواليس من وجود خلافات بين أعضاء الحزب صحيحة، مشيرا إلى أن هناك من هم مع الانسحاب من وثيقة قرطاج ومن هم ضد. و يواجه حزب "المسار" في الوقت الراهن سيناريوهات عدة جلها تبدو معقدة، ففي صورة اتخاذ الحزب لقرار الانسحاب من وثيقة قرطاج سيكون وزير الفلاحة والأمين العام للمسار في وضعية صعبة. و يتساءل مراقبون عن مصير وزير الفلاحة سمير الطيب هل سيتمسك بحزبه ام سيستقيل منه ليحافظ على منصبه ، ليتكرر بذلك سيناريو الحزب "الجمهوري" عندما اضطر القيادي بالحزب والوزير المكلف لدى رئيس الحكومة بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب، إياد الدهماني إلى الاستقالة من الحزب. ويبدو أن الطيب أمام نفس الوضعية فإما الاستقالة من الحزب، أو الانسحاب من الحكومة وهي فرضية يستبعدها بعض المراقبين حاليا.