يبدو ان حزب نداء تونس الذي دخل في أزمة مع شركائه في الحكم وأشلائه التي تفرعت عنه، على بعد أميال من أزمة مع الاتحاد العام التونسي للشغل خاصة بعد ان تهجم الناطق الرسمي باسمه منجي الحرباوي على النقابات، واتهمها بالسعي الى وضع يدها على الدولة بالقوة والترهيب والوعيد. وكتب الحرباوي في تدوينة نشرها على جداره في شبكة التواصل الاجتماعي" آن الاوان أن تعود النقابات الى قلاعها بعد ان أدت دورها في فترة ما" وكتب ان تونس لم تعد تتحمل فوضى النقابات القطاعية والاتحادات التي تسيست اكثر من اللازم حتى باتت اعشاشا لكل المفلسين في السياسة. وأضاف ان تونس لم تعد تتحمل فوضى الاعتصامات وتعطيل العمل وغلق المؤسسات والطرقات وفوضى الحرية اللامشروعة تحت مسميات وتوصيفات كثيرة حقا وباطلا عطلت دورة الانتاج وهدمت بنيان وأركان الاقتصاد ودمرت راس المال الوطني. وقال منجي الحرباوي الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس ان تونس لم تعد تتحمل تأجيل الحلول الحقيقية والاصلاحات الضرورية والعمليات الجراحية التي وعدت بها كل الحكومات المتعاقبة… وفي رده على على هذه الانتقادات، قال الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل بوعلي المباركي وفي تصريح للشروق ان الحرباوي يجهل التاريخ ويجهل الجغرافيا وعليه ان يعي جيدا دور الاتحاد قبل الاستقلال وبعد الاستقلال وقبل الثورة وأثناء الثورة وبعدها. وأضاف بوعلي المباركي ان الاتحاد وكل النقابيين هم في مقدمة العاملين على إنقاذ الوطن وحماية الدولة وان على الحرباوي ان يهتم باصلاح شؤون حزبه قبل ان يهتم بالاتحاد والنقابات التي هي اكبر منه. وأضاف الذين يتهمون الاتحاد والنقابات فقط هم الفاشلون الذين ينشطون في احزاب فشلت في تنفيذ وعودها وفشلت في إنقاذ البلاد وكذبت على ناخبيها الذين وعدتهم اثناء الحملات الانتخابية . وطالب الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي الناطق الرسمي باسم حزب نداء تونس منجي الحرباوي بأن يدرس التاريخ جيدا قبل ان يتحدث عن النقابات والاتحاد. هذا و تُتهم النقابات بأنها أضحت تتبنَي خطابات سياسية و تستثمر القوّة العماليّة لتكون وسيلتها لممارسة الضغط على السلطة لفرض مطالبها. و يؤكد الأمين العام للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي أن النقابي، يجب أن يكرّس جهده للعمل ليلا نهارا. لا يؤمن بالسياسة في الاتحاد، وهو القائل إن "النقابي إذا دخل الاتحاد بجبة السياسة خسر الاثنين معا: النقابة أو السياسة". و يقول العارفون بالرجل إن صوته سيكون بارزا خلال المرحلة الصعبة التي تمر بها تونس، فيما يصنّفه منتقدوه في خانة البارع في الحسابات وإقامة التحالفات. لكن نظرة معمّقة في المسار الذي خاضه الاتحاد العام التونسي للشغل في كل أزمة ومنعرج احتجاجي تدخله البلاد، تجعل من منتقدي هذه المنظمة يراجعون مواقفهم. و يرى مراقبون أنّه يتوجب على النقابات أن تكون المتعاون الأكثر حيويّة والأكثر ضرورة لسلطة الدولة. تقودها الطليعة الواعية للطبقة العاملة، في نشاطها النقابي والاقتصادي. يأتي ذلك في وقت تمكن فيه الاتحاد العام التونسي للشغل من لعب دور بارز من خلال وصوله إلى مرتبة المؤسسة الفاعلة بالبلاد على اثر من اغتيالات سياسية، حيث تمكن الاتحاد العام من تنظيم حوار وطني لحل أزمتي تونس السياسية والاقتصادية نتيجة تفاقم الإرهاب وعجز الموازنة وتراجع الاستثمار . ونجح على إثرها الرباعي الراعي للحوار في الظفر بتوقيع 21 حزباً على خارطة طريق قادت البلاد للخروج من أزمتها حينها وأفضت إلى تكوين حكومة كفاءات وطنية لإنهاء صياغة دستور للبلاد والاتفاق على الإعداد للانتخابات المقررة حينها نهاية 2014. و لكن بالرغم من الدور الوطني و الديبلوماسي الذي يلعبه الاتحاد العام التونسي للشغل يعيب المتابعون للشأن السياسي تدخل الاتحاد في الشأن السياسي حتى ان البعض قال ان "الاتحادات باتت وكر كل المفلسين من السياسة" .