سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طارق الكحلاوي في حوار مع "الشاهد": "حراك تونس الإرادة ليس استنساخا لحزب المؤتمر.. ومساندة الشاهد وماجدولين الشارني لترشيح السبسي لولاية ثانية عقلية تجمعيّة قديمة"
تتجه أنظار حزب حراك الإرادة بخطى متثاقلة إلى تكرار سيناريو الانتخابات التي قادت رئيسه محمد المنصف المرزوقي زمن حكومة الترويكا للوصول إلى كرسي قرطاج وسط توقعات بأن فرصة تلك الانتخابات لن تتكرر أمام الرئيس السابق ورفاقه اليوم بعد الإخفاقات التي سجلها وخيبة آمال انتخابات 2014 وخاصة في ظل التشققات التي حدثت صلب حزب المؤتمر والتي أدت إلى تأسيس حراك الإرادة بعد خسارة المرزوقي جولته الانتخابية الرئاسية الثانية. ولكن على عكس تلك التكهنات، تعتبر قيادات حراك تونس الإرادة أن حظوظها تبقى أكثر من خصومها الذين خسروا الحزام المحيط بهم . الشاهد كان لها لقاء مع القيادي في حراك تونس الارادة طارق الكحلاوي للحديث عن موقفه من وثيقة قرطاج و حظوظه في جبهات المعارضة والمناشدات لترشيح السبسي لولاية ثانية وعدة قضايا ومواضيع أخرى.. فكان نص الحوار التالي: ***تغيير اسم حزب المؤتمر ينمّ عن إدراك بعض قيادات حراك تونس الإرادة اليوم لأخطاء الماضي وعن مساعيه لتصحيح مسار بعض المواقف والمبادئ أم أنه مجرد تكتيك سياسي؟ ليس صحيحا.. فحزب المؤتمر هو أحد المكونات المؤسسة لحراك تونس الإرادة، كما أن هناك عديد المناضلين المؤسسين وعديد الأحزاب خاصة من العائلة الديمقراطية الاجتماعية، وبالتالي فإن مشروع الحزب لا يمثل استنساخا لحزب المؤتمر ، وفي ذات الوقت فإن حزب المؤتمر هو طرف رئيسي في تأسيس حزب الحراك . ويجب أن نتعامل بعقلية الاحترام بين كل الأطراف لأننا نحمل تجارب كل المناضلين المؤسسين لتجربة حراك الإرادة . * يقال أن الفرصة انتخابات 2014 التي احتل فيها المؤتمر مرتبة متقدمة جعلته أحد مكونات الترويكا لن تتكرر أمام المرزوقي وقيادات حزب المؤتمر؟ ما تعليقكم؟ نحن لا نعلق على التكهّنات، وبالنسبة لنا نتفاعل ونتعامل على أساس نشاطنا الحزبي الميداني، وباعتقادي ان حراك الإرادة من الأحزاب القليلة التي تقوم باجتماعات شعبية متواترة بكافة أنحاء البلاد وهذا هو مسارنا الأساسي في تقييم الحزب وأفقه السياسي . * حين تكون السلطة ملغومة بالعثرات، يتوقف حلم السياسيين للوصول إلى السلطة ولكن رغم كل ذلك يبقى الحلم مشروعا فهل يمكن أن يكون حراك الإرادة البديل السياسي القادم؟ وما هي حظوظكم في المرحلة والمعارك الانتخابية القادمة؟ نحن نعتبر أن الانتخابات البلدية هي محطة مهمة في مسار انتخابي سنستثمرها لمزيد ترسيخ البناء التنظيمي للحزب وترسيخ هياكله و الاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية لسنة 2019 والتنسيق والتشاور مع العائلة الديمقراطية الاجتماعية كحزب التحالف الديمقراطي والتكتل من أجل الحريات. * بعد توسع دائرة الانسحابات وتفكك الحزام السياسي الداعم لها، وذلك من خلال انسحاب 3 أحزاب من أصل 9 أحزاب ممضية على وثيقة قرطاج، كيف ترى مستقبل حكومة الوحدة الوطنية؟ نرى أن الحكومة الحالية هشة قائمة على توافق مغشوش بين أطرف لا تمثل رؤية سياسية واجتماعية موحدة وتُشتّتها المعارك، لتنتهي حول استحقاق 2019 وهي منشغلة بذلك على استحقاقات العمل الحكومي الذي يتسم بالاضطراب. ** طارق الكحلاوي اليد اليمني للرئيس السابق المنصف المرزوقي الذي لم يفارقه رغم الخيبات، هل تتذكر موقفا سياسيا لن تنساه لعبت فيه دور المنقذ او كنت في موقع محرج مع الرئيس السابق المرزوقي؟ اولا، لا اعتبر نفسي اليد اليمنى للمرزوقي، هناك قيادات متراصة منسجمة من أجل تحقيق أهداف الحزب.. ثانيا لا أ تذكر أي موقف، نحن فقط نركز على أهداف وبرامج عملنا الحزبي.. * ماهو رأيك في الموقف الذي يقول بأن الشاهد يواجه حزبه، نداء تونس، الذي يستبطن نية التخلص منه، على الرغم من أن الحزب يعلن، ظاهريا، أنه متمسك بالرجل ومدافع عنه؟ نحن نرى أن أكثر العقبات التي يواجهها الشاهد هو حزبه حيث يقول ممثلو نداء تونس أنهم غير منسجمين مع رئاسة الحكومة، فالشاغل الأساسي لهذا الحزب والأحزاب المحيطة به هو استحقاق 2019 عوض الاهتمام بتحقيق وعودهم للناخبين، وربما يعدّون لعملية تحيل مكررة تشبه ما حدث سنة 2014 من خلال إخلاء ذممهم من مسؤولية الحكم من خلال الإدعاء بأنهم يتحكمون بالبلاد. ماذا تقصد بعملية التحيل؟ هل يعني ذلك أنّك تشكك بنزاهة انتخابات 2014 ؟ نداء تونس ادعى أن هناك صراعا بين الظلام والنور ، واعتبر نفسه النور الذي سينقذ تونس مشيطنا خصومه، ثم انقلب بعد الانتخابات للتحالف معهم . * لو عدنا لمرحلة الانتخابات الرئاسية، بغضّ النظر عن فوز او فشل المرزوقي في الانتخابات الأخيرة ، كيف تقبلتم موقف الجبهة الشعبية بقطع الطريق أمام المرزوقي؟ اعتبر أن موقف الجبهة الشعبية حينها تأسس على ترتيب خاطئ لأولويات الصراع في البلاد مما جعل جزءا من الجبهة الشعبية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة يدعم مرشح المنظومة القديمة الباجي القايد السبسي، في المقابل هناك مسائل نتقاطع في رؤيتنا مع عدد من الفصائل في الجبهة الشعبية على غرار ما حسم في البرلمان من خلال التصويت ضد قانون المصالحة الاقتصادية وقانون ميزانية 2018 المثير للجدل والذي يعبر عن خيارات لا شعبية بشأن الاقتصاد. **ما هو رأيك في مناشدات رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزيرة الشباب والرياضة ماجدولين الشارني لترشيح السبسي لولاية ثانية؟ نعتبر أن المناشدات ذات العقلية التجمعية لمساندة السبسي،في إعادة ترشحه تعبر عن أزمة منظومة الحكم باستخدام ورقة مهترئة اتضحت محدوديتها وصلاحيتها من خلال الحصيلة السلبية الحالية لحكمه ، وندعو العائلة الديمقراطية الاجتماعية الاستعداد من الآن لمواجهة هذه الخيارات من خلال مقاربة تشاركية بين أطرافها. ** يتهمكم خصومكم باعتماد الخطاب "الشعبوي" وبالتحريض على تقسيم البلاد ، ما هو تعليقكم على هذه الاتهامات ؟ الاتهام بأننا نقسم البلاد جاء بسبب دعوتنا إلى تفعيل الباب السابع من الدستور والمتعلق باللامركزية ومن ثمة من خلال تقديم رؤية حول إنجاز المجالس الجهوية والأقاليم ، وهو أمر متفق عليه في الدستور ، مما يعكس أن خصومنا يرفضون جزءا هاما من الدستور ألا وهو مبدأ الديمقراطية التشاركية وهي ديمقراطية العصر مقابل العقلية القديمة التي تريد الانفراد بالقرار وإقصاء المواطنين ومن حقهم في المشاركة في القرار السياسي.