أكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي ان غزل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية لقواعد الجبهة غزل فاشل باعتبار ان لا أحد في هذه الأخيرة يحب حزب المؤتمر لكونه مسؤولا مع حركة النهضة وحزب التكتل عما جرى طيلة الثلاث سنوات الماضية من جرائم سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية في حق الشعب التونسي، حسب قوله. وأضاف الهمامي في حوار مع جريدة الأخبار اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 1 ديسمبر 2014، انه لا يوجد في القاعدة الانتخابية للجبهة الشعبية أو الأحزاب المكونة لها من تراوده حتى مجرد فكرة التصويت للمرزوقي لأنه متحالف مع ميليشيات وقوى لا تؤمن بالديمقراطية، علاوة عن ان خطابه يزرع الفتنة بين التونسيين ويدفع إلى تقسيمهم إما على أسس عقائدية أو على أسس عشائرية وجهوية، مشيراً في الوقت نفسه إلى ان هذا لا يعني ان الجبهة ستكون آلياً مع مرشح حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي. وأوضح ان الجبهة الشعبية لا تواجه حلّين فقط إما مع المرزوقي أو مع السبسي بل هناك حلول أخرى ممكنة تتماشى مع خطها مبيناً انه قبل مطالبة الجبهة بموقف على الآخرين ان يوضحوا مواقفهم من مطالب التونسيين وطموحاتهم ومن برامج الجبهة وطموحاتها. ونفى ما يروّج حول تحالف الجبهة مع النداء في إطار صفقة عن طريق عرض مناصب على قياداتها مؤكداً ان كلّ ما يدور هو من باب الشائعات ما لم يصدر موقف عن مجلس أمناء الجبهة. وأشار حمة الهمامي إلى ان الجبهة الشعبية ليست مستعجلة في تحديد موقفها من الدورة الثانية للرئاسية موضحاً انها لا ترى من أي من المترشحين أي برامج بل صراعاً شخصياً بينهما ، ومضيفاً اننا نحصد نتائج تصريحات هذا الطرف أو ذاك وما أدخلته من فتنة في صفوف التونسيين تستغلّها بعض الأطراف المعادية لمطامح الآخرين. وشدد على ان الجبهة لا تعرض خدماتها على هذا أو ذاك بل عليهم ان يعرضوا برامجهم عليها كما أنها لا تنتظر هدايا أو كراسي وإنما توضيح مواقف حيال عدة قضايا مؤكداً ان الجبهة ليست مجبرة على دعم أحد بل هي منفتحة على أكثر من خيار. وقال انه من سوء حظ التونسيين أنهم أمام مترشحين لليمين، المرزوقي مرشح جبهة تضم النهضة والسلفية وروابط حماية الثورة وحزب التحرير ، والسبسي مسنود من طرف البرجوازية الكبيرة، على حدّ تعبيره، لافتاً النظر إلى ان كلا المترشحين لا يمثلان الجبهة الشعبية. وأفاد بأنه سيتمّ الإعلان عن موقف الجبهة في الوقت اللازم بعد الاستماع لوجهات النظر واللقاء بالنداء. وبيّن الهمامي ان المطلوب من المترشحين اليوم وخاصة من الرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي هو التزام الهدوء وحصر النقاش حول البرامج والمقترحات داعياً إياهما الى الابتعاد عما من شأنه ان يبثّ الفرقة والتشنج والتفكير ملياً في وحدة الشعب قبل التفكير في المصالح الشخصية. وطلب من المرزوقي ان يبعد عنه الميليشيات المحلولة بحكم القضاء وعن دعاة الفتنة من المتطرفين.