لم يتوقف الجدل الذي يثيره حزب "افاق تونس" خلال الفترات الأخيرة مخلفا بلبلة كبرى شغلت الرأي العام وتصدرت اهتمامات منابر الإعلام، سيما وقد أصابه ما أصابه من "الفصام" و "ازدواجية المواقف"، فضلا عن الزلزال الذي يربك بيته الداخلي، حتى ان البعض من متابعي الشأن السياسي ذهب إلى أن "لعنة" أصابت الحزب الذي اصطف خلف "الحكم" منذ تكوين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة يوسف الشاهد. وقد تسارعت الأحداث خلال الأسابيع القليلة الماضية كان أبرزها اعلان افاق تونس انسحابه من حكومة الشاهد وانضمامه الى ركب المعارضة. ولعل كل هذه الأحداث كان لها وقع كبير صلب البيت الداخلي للحزب، حتى أضحى بالكاد يمر يوم دون الحديث عن المشاكل الداخلية لافاق تونس من قبيل تفرد رئيسه ياسين ابراهيم بالرأي واتخاذه قرارات مصيرية تخص الحزب دون الأخذ بعين الاعتبار لآراء قيادات الحزب. وباتت الخلافات تعصف بالحزب إذ شهد استقالات لعدد من أعضائه وقياداته، على خلفية إقصائهم من قبل رئيس الحزب ياسين إبراهيم، والذي حاول قبل ذلك سحب وزراء الحزب من حكومة الوحدة الوطنية في خطوة وصفت من مراقبين انها جاءت "تنفيذاً لمؤامرات القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح محمد دحلان المرتبط بالإمارات". وكان قد طفح الحديث خلال الأسابيع الأخيرة من عام 2017 عن لقاء سري جمع بين محمد دحلان المعروف ب"عراب الانقلابات" و "مفشل ثورات الربيع العربي" بعدد من السياسيين التونسيين على غرار ياسين ابراهيم. وتذهب اراء متابعي الشأن السياسي الى ان المواقف والتصريحات الأخيرة والمثيرة للجدل لياسين ابراهيم ضد الائتلاف الحاكم و شيطنته له في أكثر من مناسبة ، وليدة اللقاء السري بينه وبين دحلان. وقد أعلن 24 عضواً من المجلس الوطني، والمجالس والمكاتب المحلية في ولاية صفاقس، لحزب "آفاق تونس"، استقالتهم من جميع هياكل الحزب. وأوضح المستقيلون، في بيان، نشر ليلة الخميس، أن استقالتهم الجماعية، سببها "عدم احترام المؤسسات الجهوية والمحلية المنتخبة والشرعية من قبل ياسين إبراهيم، وسعيه قبل وبعد انتخابه، في المؤتمر الأخير للحزب، إلى إقصاء كل من خالفه الرأي". وتعصف الخلافات السياسية بحزب "آفاق تونس"، منذ اتهام إبراهيم بمحاولة إسقاط حكومة الشاهد، تنفيذاً لأجندة خارجية، في وقت وجّهت له انتقادات على خلفية علاقات ولقاءات غير معلنة مع محمد دحلان، القريب من دوائر القرار في دولة الإمارات. ورفض إبراهيم التعليق على هذه الانتقادات، أو التوضيح، في وقت كان الملف يشغل الرأي العام في تونس، والتي شهدت انتقادات لعدد من الأحزاب على خلفية علاقاتها بالإمارات. وتُعدّ هذه الاستقالة الجماعية، بحسب مراقبين، ضربة موجعة لحزب "آفاق تونس" قد تزيد من انقساماته. وأرجع المستقيلون قرارهم أيضاً، إلى "الغموض الحاصل والدائم حول القرارات المسقطة، وخاصة إقصاء الوزراء وكتاب الدولة المنتمين للحزب، إثر قرارهم مواصلة العمل صلب الحكومة". وانتقد المستقيلون "اعتبار جهة صفاقس، وخاصة مناضليها وقياداتها الجهوية والمحلية، قاعدة انتخابية دورها الوحيد الامتثال غير المشروط لأوامر ياسين إبراهيم"، مشيرين إلى أنّ "استعمال السلطوية والنفوذ لفرض الخيارات، لا تخدم المصلحة الوطنية أولاً والجهوية ثانياً والحزبية ثالثاً". ودان المستقيلون، في بيانهم، "عدم سعي ياسين إبراهيم للمّ شمل الحزب، وترميم ما تصدّع من أركانه، إثر انسحابات وتجميد عضويات، وتعنته في دعم هذه الانشقاقات"، موجّهين رسالة إلى "مناضلي ومناضلات حزب آفاق تونس، بضرورة عدم التستر على الممارسات التي من شأنها إعادة نمط سياسي مبني على الولاء للشخص".