مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية التي لم تعد تفصلنا عنها سوى بضعة أيام، تنكب الأحزاب السياسية بالتنسيق مع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وعدد من الشخصيات المستقلة على الاعداد لقائماتها الانتخابية لتقديمها في الآجال القانونية على أن لا يتجاوز 22 فيفري الجاري، وتحصينها من أي إخلال أو استجابة للشروط تفاديا لإسقاطها. هذا وتشرع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بداية من يوم غد الخميس 15 فيفري 2018، في مرحلة قبول ملفات الترشح للاستحقاق البلدي والتي أحدثت حركية فائقة داخل الاحزاب السياسية تحضيرا لها. ويتعلق الأمر ب350 دائرة أي 350 قائمة انتخابية في كامل ربوع الوطن بمجموع 7262 عضو أي مترشح يختلف توزيعهم بطبيعة الحال على الدوائر على قاعدة عدد السكان. استعدادا لذلك تنكب الأحزاب السياسية بالتنسيق مع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وعدد من الشخصيات المستقلة على الاعداد لقائماتها الانتخابية لتقديمها في الآجال القانونية وتحصينها من أي إخلال أو استجابة للشروط تفاديا لإسقاطها. وقد أعلنت بعض الأحزاب جاهزيتها لخوض الانتخابات، على غرارحركة النهضة، حيث أكد رئيس كتلتها، نور الدين البحيري أنّ الحركة ستدخل الإنتخابات البلدية في جميع الدّوائر البلدية ال 350، بقائمات تحت رعايتها. و أوضح البحيري، أنّ النّهضة حرصت على أن تكون جميع قائماتها مشتركة بين "أبناء الحركة" ومستقلين، مشيرا إلى أنّ هذه القائمات ستحمل شعار الحركة. كما شددت حركة نداء تونس الذي أكد أنها ستتقدم في 350 بلدية في كامل تراب الجمهورية. الأحزاب المنضوية داخل الاتحاد المدني أيضا وهم كل من أحزاب افاق تونس والبديل التونسي والحزب الجمهوري والحركة الديمقراطية وحزب العمل الوطني الديمقراطي واللقاء الديمقراطي وحزب المبادرة والمسار الديمقراطي والاجتماعي وحزب المستقبل وحركة مشروع تونس وحزب تونس اولا، ستقدم بشكل فردي قائمات حزبية خاصة بها في عدد من الدوائر وفي دوائر أخرى قائمات مشتركة ضمن الإتحاد كما يمكن أن تدعم قائمات أخرى لمستقلين أو ممثلين لمنظمات المجتمع المدني في دوائر انتخابية بلدية أخرى. من جهته، أكد "حراك تونس الإرادة" حصول تقدّم ملموس في استعداداته للانتخابات البلدية خصوصا على مستوى إعداد القائمات. و أضاف الحزب أنّ قائماته ستكون في أغلبها حزبية، مع الانفتاح في بعض الحالات على تشكيل قائمات ائتلافية مع بعض أبناء العائلة الدّيمقراطية الاجتماعية. وأفاد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي أنّ الجبهة بصدد الاعداد للانتخابات البلدية المقبلة وانها ستسعى الى تقديم أكبر عدد ممكن من القائمات باسمها في هذا الموعد الانتخابي . وأضاف أنّ الجبهة مستعدة لفتح هذه القائمات امام شخصيات مستقلة تدافع عن البرنامج البلدي الذي ستعده رفقة هذه الشخصيات وذلك إلى جانب تقدم الجبهة ضمن قائمات مشتركة مع قوى سياسية ومدنية أي ضمن قائمات مواطنية في عدّة مناطق من البلاد باعتبار أنّ هناك أكثر من 350 بلدية تستوجب تقديم ما بين 6 آلاف و7 آلاف مترشح . وعموما تواجه أغلب الأحزاب، عائقين كبيرين، في خوض غمار الانتخابات، أو حتى الاستمرار في التواجد على الساحة، يتمثل الأول في مؤشرات عزوف التونسيين عن المشاركة في الحياة السياسية عامة، ويتمثل الثاني في قدرات الأحزاب على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، مع الكم الهائل من الصراعات التي خاضتها، فقط من أجل الحفاظ على استمراريتها. هذا وتتصاعد مخاوف الأطياف السياسية من عزوف المواطنين عن صناديق الاقتراع نتيجة فقدان الثقة في الأحزاب السياسية طيلة سنوات ما بعد الثورة، وتزيد وطأة هذه المخاوف مع حالة الاحتقان الاجتماعي التي عاشتها البلاد الأسبوع الماضي، ما قد يلقي بظلاله سلبا على مسار أول استحقاق محلي منذ اندلاع الثورة.