بعد سنوات من الركود الذي خيّم على القطاع السياحي في تونس نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة والهجمات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع الحيوي، بدأت السياحة التونسية تعيش نوعا من الانتعاش. و تكشف مؤشرات وأرقام الموسم السياحي الأخير عن قفزة استثنائية حققتها السياحة والتي تمكنت من تحقيق انتعاش كبير وتجاوز الأزمات والخسائر الفادحة التي ضربت القطاع خلال السنوات الماضية. ولعل عزم كل من بريطانيا واليابان استئناف رحلاتهما الى تونس بعد سنوات من الانقطاع من شأنه أن يحقق دفعة لا بأس بها في الرصيد السياحي لتونس. وقد اتخذت بريطانيا واليابان خطوات عملية لاستئناف الرحلات إلى تونس مجددا بعد 3 سنوات من الانقطاع، وهو ما سيجعل بقية الشركات السياحية العالمية تفكر في التسابق نحو السياحة التونسية. وعمّ التفاؤل الأوساط السياحية في تونس بعد أن أعلنت الحكومة اليابانية تعليقا جزئيا لحظر السفر الذي فرضته منذ 2015، ما يعطي أملا كبيرا بانتعاش القطاع الذي مرّ بأزمات حادة في الأعوام الأخيرة. وفي خضم هذا الشأن، قالت وزارة الخارجية في بيان على موقعها الإلكتروني إن "مراجعة تحذير السفر الياباني يشمل تغيير تصنيف 17 ولاية من بين 24، من المستوى الثاني إلى المستوى الأول، ما يعني أن الوجهات التي شملتها المراجعة أصبحت آمنة اليوم". وبدوره ، استأنف الوكيل السياحي البريطاني "توماس كوك " الثلاثاء رحلاته الجوية لنقل السياح إلى تونس في إطار برنامج أسبوعي سيؤمن ثلاث رحلات أسبوعية إلى عدد من مطارات تونس، وذلك بعد 3 سنوات من الغياب. وتعد توماس كوك أول شركة سياحة بريطانية كبرى تستأنف عملياتها في تونس منذ 2015 في إطار الحظر الذي فرضته بريطانيا على تونس. وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد خففت تحذيرها العام الماضي. وقالت مجموعة توي، منظمة الرحلة التي سقط ضحايا فيها، الشهر الماضي إنها تخطط لعرض قضاء العطلات في تونس من جديد بداية من ماي المقبل. وقال الوكيل السياحي البريطاني "توماس كوك" إن رحلاته الثلاث إلى مطار النفيضة في تونس يوم الثلاثاء كانت كاملة، مما يسمح للبريطانيين بالانضمام إلى السياح الألمان والفرنسيين والبلجيكيين الذين كانوا يذهبون إلى هناك على مدى العامين الماضيين. وقال الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك بيتر فانخوسر إن الشركة بذلت كل ما في وسعها من أجل الأمن. وأضاف فانخوسر لراديو "بي بي سي" فى وقت سابق اليوم "سيكون من الغباء أن اقول أن أي وجهة آمنة بنسبة 100%، ولكن ما أستطيع قوله هو أننا أخذنا وقتاً لاتخاذ قرار إعداد برنامجنا". وكانت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي الرقيق قد التقت في 5 فيفري الجاري بوزير الدولة البريطاني المكلف بالأمن "بان والاس" بمناسبة زيارة قام بها لتونس. ودار اللقاء حول سبل تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائي بين تونس والمملكة المتحدة خاصة في مجالات الأمن والسياحة والاستثمار، كما أثنى الوزير البريطاني على المجهودات التي تبذلها تونس لتأمين المنشآت والمواقع والمسالك السياحية ونقاط العبور، معبراً عن ثقته في عودة السياح البريطانيين بكثافة للاستمتاع بما توفره بلادنا من منتوجات سياحية متنوعة. ويعتبر خبراء السياحة عودة كبار الشركات السياحية إلى تونس إعلاناً حقيقياً لتعافي القطاع الذي عانى كثيراً من تداعيات العمليات الإرهابية التي استهدفت البلاد وتردي وضع الأمن في البلاد، معتبرين أن 2018 ستكون سنة عودة الوجهة التونسية إلى الأسواق العالمية.