أفقدت الأحداث المتواترة حزب افاق توازنه السياسي، وهزت استقرار بيته الداخلي، بسبب ما اعتبره قياديوه، القرارات المتسرعة لرئيسه ياسين ابراهيم، وحساباته الخاطئة التي جرّدته حتى الان عدة مناصب حكومية وقيادات كان يستبعد أن تغادر عن الحزب. وفي الوقت الذي يحاول الحزب لملمة تصدعاته الداخلية، والابتعاد عن نقطة اللاعودة، قصفه الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في تصريح وُصف بمثابة رصاصة الرحمة على الحزب، حيث أكد الطبوبي الخميس 15 فيفري 2018، إن حزب آفاق تونس يسعى بزعامة رئيسه ياسين إبراهيم للتفويت في مؤسسات الدولة، ويرى مراقبون أن هذه التصريحات هي بمثابة رصاصة الرحمة التي ستنهي الحزب. وشدد الطبوبي على أن عدة أحزاب سياسية أخرى تسعى للتفويت في المؤسسات العمومية للخواص معتبرا أن مساعي حزب آفاق تونس في هذا الاطار أصبحت ظاهرة للعلن دون خجل، حسب تعبيره. وأشار الطبوبي في تصريح لحقائق أون لاين إلى ان المشكلة الأساسية لهذا الحزب هي مؤسسات القطاع العام"، مضيفا في نفس السياق " أقول للشعب التونسي أن هذا الحزب نموذج من الأحزاب التي لا تمتلك أفكارا جديدة لخلق استثمارات ذات قيمة مضافة ولا تمتلك رؤية اصلاحية". كما أضاف الطبوبي "أن رئيس حزب آفاق تونس ياسين إبراهيم لا يعرف تونس جيدا وقضى حياته في فرنسا وتقلد منصبين وزاريين وعين عددا من أعضاء حزبه في الحكم دون أن يقدموا أي نتائج تذكر". وتابع قوله " هناك أطراف قدمت وعودا ببيع المؤسسات العمومية في اطار سمسرة سياسية لتمويل حملاتها الانتخابية مشددا على أن الاتحاد لن يسمح بأن تكون هذه الوعود على حساب مكاسب الشعب التونسي". تعليقا على ذلك، دعا النائب عن افاق تونس حافظ الزواري في تصريح ل"الشاهد"، الى ضرورة الابتعاد عن لغة الشعبويات والنقابات ولغة الأحزاب، والتركيز على لغة الأرقام الصحيحة ولغة المصداقية. وأكد الزواري أنه "شخصيا مع التفويت في بعض المؤسسات التي لا يمكن للدولة ان تتحمل مصاريفها، والتي تستنزف أموال الدولة، لافتا الى أنه لم يعد متسع من الوقت للتكلم ويجب المرور الة الفعل". تصريحات أعقبت أزمة داخلية مر بها افاق تونس الاسبوع الماضي وأفضت الى تقديم 24 عضوا من الحزب في صفاقس على استقالتهم على خلفيّة القرارات الأحادية و المسقطة التي يتخذها ياسين ابراهيم دون العودة للأعضاء الجهويين للحزب. هذا وعاد الحزب، بعد فشله في اعادة توازنه المفقود، الى مرحلة استغلال أزمة الحكم، واطلاق وابل الانتقادات للحكومة والأحزاب المكونة لها، ولو على حساب مصداقيته التي فقدها أساسا بفقدانه أبرز قياداته، عبر تكهنات واستباق للاحداث و بث اشاعات عن خصومه السياسيين. وقد حذر الحزب من عودة الممارسات السلبية عبر تسخير إمكانيات الدولة لخدمة الأحزاب الحاكمة وتسليط ضغوطات في عديد الجهات على مرشحين وعائلاتهم في ظل الإستعداد للإنتخابات البلدية . وحذر رئيس الحزب ياسين ابراهيم من خطورة تسخير إمكانات الدولة لخدمة الأحزاب الحاكمة كما نبه في تدوينة له من خطورة تسليط ضغوطات في عديد الجهات على مترشحين وعائلاتهم. هذا و نقلت جريدة المغرب أن حزب آفاق تونس يرغب في الاستحواذ على أهم المواقع داخل القائمات و لذلك قام قيادي بالحزب بمنع مرشحة المبادرة، وهي محامية، من دخول قاعة الاجتماعات ، وبحسب الصحيفة فإن حزب آفاق تونس منزعج من وجود مرشحة لحزب آخر. وبحسب القيادي بحزب المبادرة الذي كان يرافق المرشحة وعهدت إليه مهمة تقديمها للائتلاف، فإن حزب آفاق تونس منزعج من وجود مرشحة لحزب آخر ويرغب في الاستحواذ على أهم المواقع داخل القائمات و لذلك طرد القيادي بآفاق تونس مرشحة المبادرة، وهي محامية، ومنعها من دخول قاعة الاجتماعات بحجة أنها مستقلة حسب نفس المصدر. وطفت بعض الخلافات على مستجداته، قبل أن ينطلق فعليا في العمل المشترك، حيث عبر المكتب المحلّي لآفاق تونس بالحمّامات عن رفضه فكرة الدّخول في الإئتلاف، واقترح الدخول للانتخابات بقائمة حزبيّة آفاقيّة. هذا ولم يتوقف الجدل الذي يثيره حزب "افاق تونس" خلال الفترات الأخيرة مثيرا بلبلة كبرى شغلت الرأي العام وتصدرت اهتمامات منابر الإعلام، سيما وقد أصابه ما أصابه من "الفصام" و "ازدواجية المواقف"، فضلا عن الزلزال الذي يربك بيته الداخلي، حتى ان البعض من متابعي الشأن السياسي ذهب إلى أن "لعنة" أصابت الحزب الذي اصطف خلف "الحكم" منذ تكوين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة يوسف الشاهد. وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد صعّد من خطابه السياسي منذ مطلع السنة، حيث حذر كل من امينه العام نور الدين الطبوبي و أمينه العام المساعد بوعلي المباركي من خطورة تأزم الوضع السياسي في البلاد، وأكد أن الوضع السياسي المتأزم في تونس′′ أصبح يُهدد مسار الانتقال الديمقراطي، وسيؤدي إلى تداعيات خطيرة". واعتبر الطبوبي في عدة تصريحات أن تونس تعيش "أزمة أخلاق سياسية، وأزمة مراهقة سياسية"، و" توافقا مغشوشا ومُحاصصة مفضوحة"، لافتا إلى أن البعض همهم الوحيد المناصب والنفوذ.