لا أحد ينكر أهميّة الدور الفاعل الذي ساهمت به المرأة التونسية لإرساء تونس إلى بر الأمان و تحقيق الإنتقال الديمقراطي .. ولعلّ من اهم ميزات الثورة التونسية ، انها افسحت المجال امام المرأة بشكل فعال ، وضمنت شراكة كاملة بعيدة عن التمثيلات السياسية الصورية لتزيين الواجهة و إضفاء تناغم على التركيبة السياسية .. و يعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس أن الحضور النسائي في المشهد السياسي التونسي هو أحد ثمار ثورة جانفي 2011، التي سمحت بتنقيح بعض القوانين بما يخدم حقوق المرأة التونسية والتمكين السياسي لها. و ارتقت المرأة التونسية الى مستوى الشراكة مع الرجل قادرة على الدخول بتونس الى اطوار متقدمة لم تعرفها دول عربية ، وهو ما تترجمه عمليات الاستقطاب التي تقوم بها الاحزاب السياسية للعنصر النسائي بمناسبة الانتخابات البلدية ، اذ تعمل الاحزاب حاليا على إدراج كفاءات نسائية من قياديات في المؤسسات الإدارية وناشطات في المجتمع المدني ونساء أعمال وعمداء كليات وأساتذة جامعات في قائماتها الانتخابية . و بلغ عدد النساء اللاتي يترأسن قائمات حزبية مترشحة للإنتخابات البلدية المقبلة بولاية زغوان 6 نساء توزعن بالتساوي بين حركتي النهضة ونداء تونس ، بحسب عضو فرع الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات لسعد الفرحاني. وأضاف عضو فرع الهيئة أن الحركتين تتقاسمان أيضا، ووفق حصيلة أولية، عدد القائمات الحزبية المترشحة بالجهة والبالغ عددها، إلى غاية اليوم الإثنين، 29 قائمة موزعة على 8 بلديات، منها 15 مستقلة و14 حزبية. وقال أنيس الجربوعي عضو مجلس الهيئة العليا للانتخابات "لاحظنا أن مختلف القائمات تتنافس على استقطاب كفاءات نسائية من قياديات في المؤسسات الإدارية وناشطات في المجتمع المدني ونساء أعمال وعمداء كليات وأساتذة جامعات". وأضاف الجربوعي في تصريح إعلامي إن "التناصف العمودي والأفقي بالنسبة للقائمات الحزبية مضمون بحكم القانون"، غير أن الإشكال يبقى قائما بالنسبة للقائمات المستقلة التي يبدو أنها تضمنت تناصفا عموديا فقط. وامتنع الجربوعي عن تقديم أي ايضاحات أخرى بشأن القائمات الحزبية الأكثر انفتاحا على نساء تونس احتراما لسرية ومهنية وحياد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وإضافة إلى الإلزام القانوني يبدو تهافت القائمات الحزبية على المرأة سواء من خلال رئاستها للعشرات من القائمات أو من خلال ترشحها مؤشرا على أن الأحزاب السياسية في تونس على وعي بأن الناخبات بتن يمثلن قوة قادرة على قلب معادلة نتائج الانتخابات. و بحسب ما نقلته مصادر إعلامية ، تظهر قراءة في القائمات المسجلة من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والتي بلغ عددها إلى ما يقارب 600 قائمة أنها تنازعت على استقطاب أكثر ما يمكن من نساء تونس مركزة بالخصوص على كفاءات ناشطات في مختلف المجالات. وقال الجربوعي "إن المرأة تمثل نسبة 48 بالمئة من الجسم الانتخابي الإجمالي بما يناهز2561746 امرأة وهو ما يجعل منها قوة انتخابية"، مشيرا إلى أن الهيئة لاحظت أن هناك تنافسا بين جميع القائمات على الانفتاح على المرأة اقتناعا منها بأنها قادرة على التأثير المباشر على نتائج الانتخابات. و سجلت المرأة التونسية ارتفاعًا ملحوظًا في المشاركة السياسية في تونس مقارنة بالدول العربية الأخرى، حيث بلغت نسبة مقاعد النساء في مجلس النواب التونسي أكثر من 35 بالمائة ، لتحل في المرتبة الثانية والأربعين عالميًا.