اليوم يُغلق باب قبول الترشحات للانتخابات البلدية، الموعد المؤجل منذ سبع سنوات، إلا أن الحركية التي شهدها المشهد مؤخرا لم تعكس حضور الاحزاب التي تشابكت مصالحها الانتخابية البحتة في الدوائر البلدية. فبعض الاحزاب والائتلافات التي كانت تقدم نفسها بديلا قويا ومقنعا تتمهل في تقديم قائماتها ويتعذر عليها الترشح في كل الدوائر منها الجبهة الشعبية والائتلاف المدني المكونين من عدد هام من الأحزاب والشخصيات السياسية، والتي اختارت توحيد قواها والتكتل من أجل تحقيق نجاح ولو نسبي في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 6 ماي المقبل. ويتوقع مراقبون أن يشارك الائتلاف المدني المكون من 11 حزبا في ستين قائمة انتخابية فقط من إجمالي 360 قائمة، وقد كشف سابقا انه سيتقدم للاستحقاق البلدي المرتقب في 100 دائرة انتخابية ،أي ما يُعادل ثلث الدوائر الانتخابية. وأوضح عصام الشابي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن هذا الإئتلاف تلقى مطالب من ناشطين سياسيين (ينتمون الى أحزاب الإئتلاف ومستقلين) في أكثر من خمسين دائرة بلدية، لتكوين قائمات إنتخابية تحمل إسم الإتحاد المدني، بعد أن كان الائتلاف قرر المشاركة في الإنتخابات بقائمات مشتركة في 48 دائرة بلدية. وطفت بعض الخلافات على مستجدات الائتلاف المدني ، قبل أن ينطلق فعليا في العمل المشترك، حيث عبر المكتب المحلّي لآفاق تونس بالحمّامات عن رفضه فكرة الدّخول في الإئتلاف، واقترح الدخول للانتخابات بقائمة حزبيّة آفاقيّة. من جهتها، لا تزال الجبهة الشعبية والتي تضم بدورها 11 حزبا وشخصيات سياسية مستقلة في مواجهة امتحان صعب، هو تقديم مرشحين في جميع الدوائر الانتخابية. وكان القيادي بالجبهة الجيلاني الهمامي، أعلن أنّ الهدف حالياً هو في الدخول بقوائم باسم الجبهة في أكثر من 150 دائرة انتخابية، فيما سيدعمون في بعض الدوائر الأخرى قوائم تضم مناضلينا ومستقلين، لكنها لن تكون باسم الجبهة. وأكّد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية أحمد الصديق، أن الجبهة بصدد وضع اللمسات النهائية على القائمات التي ستترشح للانتخابات البلدية، قبل يوم الخميس 22 فيفري 2018، آخر اجل لتقديم الترشحات. وأضاف أنهم بصدد ضبط القائمات والتثبت من توفر جميع الشروط المطلوبة فيها، متابعا أن الجبهة سجّلت فائضا في النساء المترشحات، حتى في مناطق محافظة. وتم ترشيح نساء على رأس قائمات في عديد الدوائر الانتخابية. في المقابل، أكد النائب عن الجبهة عمار عمروسية في تصريح ل"الشاهد"، أنهم لم يحسموا بعد بشأن عدد الدوائر الانتخابية التي سيترشحون فيها، ولا عدد القائمات التي ينوون تقديمها، وذلك قبل يوم واحد من غلق باب الترشح. وبحسب الموقع الرسمي للهيئة العليا المستقلة للانتخابات فإن عدد القائمات الائتلافية المقدمة الى غاية مساء اليوم السادس من فتح باب الترشح لم يتجاوز 25 قائمة، في حين بلغ عدد القائمات الحزبية 665، و349 قائمة مستقلة. و يرى مراقبون أنّ الحسابات السياسية تسيطر على عقلية الائتلافات المدنية التي تكونت لغايات واهداف سياسية مرحلية، تفك بعدها تلك الائتلافات لمجرد انتهاء صلوحيتها السياسيين وتتكون مشاريع ومخططات تلك الائتلافات المدنية بأوامر حزبية لتراعي مصالحها السياسية وتضعها في الميزان.