بالقدر الذي تحاول فيه الأحزاب الحاكمة في تونس المحافظة على موقعها السياسي والبقاء فيه أطول وقت ممكن، تحاول أحزاب المعارضة الصعود الى كرسي السلطة، فتسعى الى ارباك عمل الحكومة تارة، واستغلال المستجدات السياسية والاجتماعية تارة أخرى. ويرى اخرون أن عدم نضج المعارضة سياسيا وعدم استيعابها لخطورة المرحلة هو ما ساهم في تأزم الوضع التونسي، كما يعتبر مراقبون تحركات المعارضة مجرد تشنجات و مهاترات، زاد من حدتها قرب موعد الاستحقاق الانتخابي، الذي أفقد قيادات المعارضة قدرتها على السيطرة على مواقفها وتصريحاتها وأصابها بالهذيان. فالنائب عن الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي دعا في تصريح لإذاعة شمس أف أم الى تغيير الحكومة كفريق بصرف النظر عن الأسماء، لافتا الى ان الوضع إستثنائي في البلاد ولحل كل الإشكاليات يجب اللجوء إلى حل إستثنائي ويتمثل في تغيير الحكومة، حسب قوله. وأشار المتحدث إلى ‘عجز الحكومة وإخفاقها وفشلها في حل القضايا والملفات المطروحة، لافتا النظر إلى أن ‘رئيس الحكومة عجز في الإستنهاض ويجب تغيير الفريق بأكمله، و دعا الهمامي إلى إنتخابات مبكرة، رغم صعوبة الحل حسب تقديره. من جهته، قال رئيس الحركة الديمقراطية أحمد نجيب الشابي أنه لابد لتونس من بديل عن الباجي قايد السبسي. وأكد الشابي في حوار لموقع أصوات مغاربية لا بد أن تجد تونس بديلا عن الباجي قايد السبسي في الحكم، لأن الرئيس استهلك 4 سنوات من عهدة مدتها 5 أعوام، وبالتالي لم يبق له وقت لإنجاز ما وعد به، مضيفا اليوم هناك حاجة ماسة لبديل، ولكل سياسي يرى في نفسه المقدرة الحق في التفكير بالرئاسة. وأضاف الشابي أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد فشل في أداء مهامه باستثناء الملف الأمني، وان الحكومة لم تحقق نجاحا اخر يمكن أن يحسب لها. من جهته، أفاد النائب في مجلس نواب الشعب عن الجبهة الشعبية عمار عمروسية بأنّ الحكومة دخلت منذ أشهر لغرفة الإنعاش. وتحدّث عمّار عمروسية عن أهم الأزمات التي تتخبّط فيها الحكومة وخاصّة منها إدراج تونس في قائمة سوداء وتراجع احتياطي العملة الصعبة إلى 84 يوما فقط وتعطّل انتاج الفسفاط منذ شهر جانفي والتحرّكات الإحتجاجية. كما قال عمروسية إنّ حكومة الوحدة الوطنية لم تعد موجودة وإن يوسف الشاهد أصبح يتعرض للنيران الصديقة من نداء تونس والنهضة،حسب تصريحه لجريدة الصباح في عددها الصادر اليوم الخميس 22 فيفري 2018. هذا وأثار تصريح الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أمام المؤتمر الجهوي للاتحاد بأنه لم يعد بالإمكان الصمت أمام الإخفاقات المتتالية للحكومة من قوائم سوداء وتعطل آلية الإنتاج وتوقف الإصلاحات. وأضاف أن مواطن خلل هيكلية قد أضحت واضحة اليوم في الأداء الحكومي مما يستوجب إصلاح الأخطاء بتغيير وزاري لا يشمل فقط بعض الوزراء ولكن كذلك بعض كبار المسؤولين في الدولة وضخ دماء جديدة كفأة لا تخضع لولاءات حزبية ضيقة حتى يتسنى إنقاذ البلاد ووضعها على الطريق السوي. في المقابل، أفاد الناطق الرسمي باسم نداء تونس منجي الحرباوي في تصريح "للشاهد" ، ان إشكال تونس لا يتعلق بإجراء تحوير وزاري من عدمه بقدر ما هو مرتبط بمدى نجاعة هذه الفكرة و مردوديتها في علاقة بالأداء الحكومي و متطلبات المرحلة. و أشار الى ان المطالبة بإجراء تحوير وزاري لا يجب ان تطرح في وسائل الاعلام بل يجب ان تطرح في إطار يجمع بين الموقعين على وثيقة قرطاح للتداول بشكل تشاركيّ في المسألة . و أكد نفس المصدر ان حزب نداء تونس لا يبحث عن التحوير الوزاري بقدر ما يبحث عن حلول لإعادة هيكلة الحكومة إداريا لإضفاء مزيد من المرونة و النجاعة إلى العمل الحكومي و مزيد التنسيق بين الحقائب الوزارية و مؤسسات الحكم الاخرى. على حدّ قوله.