تعتبر الانتخابات البلدية المنتظر إجراؤها يوم 6 ماي القادم الفرصة المُثلى ليثبت فيها الشباب قدرتهم على المشاركة في الشأن العام للبلاد وصنع القرار ، في الوقت الذي فقدت فيه زمرة كبيرة من الشباب ثقتها في الدولة وفي المسؤولين الذين يسرون شؤون البلاد. وقد أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الجمعة 23 فيفري الجاري ، أنّ نسبة كبيرة من عدد المترشحين للانتخابات البلدية هم من فئة الشباب، وتجاوزت مشاركتهم نصف العدد الجملي للمشاركين، وهو ما يعتبر تغيراً مهماً في المشهد السياسي. وفي خضم هذا الشأن، قال رئيس الهيئة العليا للانتخابات محمد التليلي المنصري، إنّ "الهيئة فوجئت بالمشاركة المهمة للشباب، التي فاقت 50 بالمائة، وهو ما يعتبر تغيراً مهماً في المشهد السياسي، كما أن مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة فاقت 1800 شخص، وهو تقريباً ما يميّز الانتخابات البلدية التي تختلف في هيكلتها وطبيعة ترشحاتها عن بقية الانتخابات". وأضاف المنصري، على هامش الندوة الصحفية التي عقدتها الهيئة من أجل الإعلان عن نتائج الترشحات للانتخابات البلدية، أن مرحلة قبول الترشيحات كلّلت بالنجاح، وأن أغلب المترشحين، سواء كانوا من قوائم حزبية أو ائتلافية أو مستقلة، وكذلك المجتمع المدني، أبدوا تفهّماً للجوانب التنظيمية، مبيناً أنه لن يتم قبول كل القوائم، وسيتم البت فيها بداية من اليوم تحت إشراف الهيئات الفرعية، على أن تتواصل عملية التدقيق في الملفات إلى 2 مارس المقبل، وسيتم في يوم 4 منه الإعلان عن القوائم الأولية المقبولة. ومن جهته ، قال عضو الهيئة أنور بلحسن أن الإشكال الذي كان مطروحاً في السابق، يتمثل في عزوف الشباب عن المشاركة السياسية، لكن تبيّن، من خلال الترشح للانتخابات البلدية، الإقبال المكثف للشباب، وهو أمر مطلوب، خاصة أن الأرقام تشير إلى أن 43 بالمائة من المترشحين أعمارهم أقل من 35 عاماً، وهو ما ينبئ بحصول تغيرات سياسية في السنوات المقبلة.