أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال آخر حوار أجراه ، أنّه سينتقل من مكافحة الفساد الكبير الى الفساد الصغير قائلا " الحكومة ضربت الفساد الكبير، وهي الآن تخوض حربا على الفساد الصغير"، تصريح لم ينل استحسان اطراف نقابية و سياسية الذين اكدوا ان عديد "الفاسدين الكبار" لم تقع محاسبتهم بعد ، فيما اتجهت اطراف الى اعتبار ان تصريح الشاهد اتى على خلفية الضغط المسلط من قبل نداء تونس بعد تضرّر الاخير من حملة مكافحة الفساد باعتقال شفيق جراية المحسوب على الحزب. و في تعليقه على الموضوع ، أوضح القيادي بالتيار الديمقراطي و النائب عن الكتلة الديمقراطية غازي الشواشي ، ان تصريح الشاهد فيه "استبهال" للرأي العام و كأنه يريد إيهام الشعب بأنه طبّق القانون على لوبيات الفساد في البلاد في حين أنّ هذا الكلام "عارٍ" من الصحّة و لا يتطابق مع الواقع لأنّ الحرب على الفساد ليست مجرد شعارات . على حدّ قوله و أضاف الشواشي في تصريح " للشاهد" ، " رئيس الحكومة قام بايقاف بعض من أباطرة التهريبة و اكتفى بذلك و بالتالي فان هذه الحرب بعيدة كلّ البعد عن لوبيات الفساد." و تابع "الحرب على الفساد كلمة حق اراد بها يوسف الشاهد باطل ليخدم شعبيته خاصة و انه يطمح لرئاسيات 2019." و في ما يتعلق بعلاقة حزب نداء تونس بالحرب على الفساد ، قال الشواشي " ليس من مصلحة نداء تونس أن تنجح الحرب على الفساد خاصة و انّ عددا كبيرا من قواعده و رموزه مورطة حتى النخاع في الفساد و بالتالي لا ننتظر منه ان يساند الحرب على الفساد." من جانبه أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، شوقي الطبيب، ضرورة تفكيك منظومة الفساد، سواء كان الفساد كبيرا أو صغيرا، مبرزا تأثيره السلبي على الدولة وعلى ثقة المواطن فى مؤسساتها وعلى الاستثمار والتنمية. من جهته قال سامي الطاهرى عضو المكتب التنفيذى للاتحاد العام التونسي للشغل، إنه لا يعتقد أنه تم القضاء على "الفساد الكبير" كما صرح بذلك رئيس الحكومة، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن عديد "الفاسدين الكبار" لم تقع محاسبتهم بعد، معتبرا أن مكافحة الفساد منظومة حقيقية وعقد بين الشعب والحكومة وليست شعارا أو حملة دعائية، وفق تعبيره. وأبرز أن الاتحاد انخرط في جهود مكافحة الفساد وأنه يعطي المثل في الشفافية المالية وفي التصرف وفي وضع قوانين داخلية تجعله محصنا من أي اختراق. وأكد على دور كل نقابي فى إعطاء المثل وفي الانخراط فى منظومة مكافحة الفساد وخلق جيل جديد وعقليات محصنة من الفساد في كل الممارسات اليومية وكل الهياكل والادارات، منبها إلى أن الانخراط في مكافحة الفساد "سيعرض الاتحاد لمحاولات التشويه والإغراء والضغط، ممن يرغبون في الاستفادة من وضع الفوضى والانخرام"، بحسب تعبيره.