تقول الأسطورة ان" قوة تونس مستمدة من نساءها"، يقال كذلك ان نساء تونس " نساء و نصف " و يُقال ان من تضمر له نفسه اهانة كرامة المراة التونسية سيلاقي ردا مزلزلا مهما اشتدت قوته ، فالمرأة التونسية و التي تتميز بمساهمة في الحياة ترتقي الى مستوى الشراكة مع الرجل قادرة على الدخول بتونس الى اطوار متقدمة لم تعرفها دول عربية ، و بامكاننا القول هذه السنوات تعدّ سنوات امتياز بالنسبة للمراة التونسية لما عرفته الاخيرة من تغيرات جذرية لتكون تونس نموذجا عالميا و مرجعا في كيفية صيانة البلدان لكرامة نساءها . تكريم المرأة التونسية وقع تدويجه دوليّا ليتم اختيار تونس عاصمة للمرأة العربية لسنة 2018-2019، وذلك على هامش اجتماعات الدورة السابعة والثلاثين للجنة المرأة العربية والتي امتدت الاسبوع الماضب بضاحية قمرت تحت شعار ‘المرأة من أجل مجتمعات امنة في المنطقة العربية'. و تندرج اجتماعات الدورة السابعة والثلاثين للمرأة العربية والتي تشارك فيها 11 وزيرة معنية بقضايا تمكين المرأة بالدول العربية، ورؤساء الاليات واللجان الوطنية المعنية بشؤون المرأة في الدول الاعضاء، والمنظمات الاقليمية والدولية المعنية، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يتزامن مع 8 مارس من كل سنة، وتأكيدا على حرص الجامعة العربية على الاهتمام بقضايا حقوق الانسان، وبتمكين المرأة وتقدير دورها في تحقيق التنمية الشاملة. وأكدت وزير المرأة والأسرة والطفولة نزيهة العبيدي أهمية أن ترأس تونس لجنة المرأة العربية وأن يتم اختيارها، من قبل جامعة الدول العربية، عاصمة للمرأة العربية 2018- 2019 ، معتبرة أن في ذلك دليل على توفر الارادة السياسية في تونس للنهوض بأوضاع المرأة، واعتراف بالتقدم الحاصل في نصرة قضايا المرأة بشكل عام، وفي تطور المجال التشريعي بوجه خاص، مقارنة ببقية الدول العربية الاخرى. ويعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس أن الحضور النسائي في المشهد السياسي التونسي هو أحد ثمار ثورة جانفي 2011، التي سمحت بتنقيح بعض القوانين بما يخدم حقوق المرأة التونسية والتمكين السياسي لها. و قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الى تونس أنّه تفاجأ بقوّة المجتمع المدني والمرأة التونسية على حدّ السواء، متابعا أنّ تونس كانت مهدّدة بالسقوط "في مستنقع الظلامية" بسبب موقعها الجغرافي والظروف المحيطة بها لكنّها نجحت في رسم مسارها الديمقراطي ووضع دستور يضمن مدنية الدولة وحرية التعبير والمساواة بين المرأة والرجل. و في ديسمبر من سنة 2017 استنفرت تونس بكل اطيافها شعبًا و سلطة ،رجالا و نساء ازاء القرار الاماراتي المهين للمرأة التونسية ، قرار تم بمقتضاه منع كل تونسية مهما كان سنها من السفر على متن الطائرات الامراتية المتجهة من تونس الى الإمارات . لم يمر هذا القرار مرور الكرام بل اصطدم بغضب شعبي دفع برئاسة الجمهورية لاتخاذ قرار حاسم و جريء ليتم يوم الأحد 24 ديسمبر 2017، تعليق جميع رحلات شركة طيران الإمارات من وإلى تونس، قرار لاقى ترحيبا عارما من جميع الاطياف الشعبية و السياسية ليفتح بابا من المقترحات اولها تعيين سفيرة تونسية في الإمارات لما يحمله ذلك من دلائل سياسية . في خطوة تاريخية و منصفة للمرأة التونسي ، أقر البرلمان و باجماع جميع نوابه على القانون الأساسي المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة في 24 جولية من 2017، والذي يهدف إلى القضاء على العنف ضد المرأة من أجل تحقيق المساواة واحترام الكرامة الإنسانية. يذكر ان البرلمان التونسي أقر كذلك قانوناً جديداً يسمح للمرأة بالسفر مع أولادها القصّر من دون الحصول على إذن من زوجها. وبحسب القانون التونسي الجديد، يحظر التمييز ضد المرأة في ما يخص مغادرة الأراضي التونسية مع الأبناء، وقد أُضيف فصل إلى قانون الجوازات ينص على أن يخضع سفر القصّر إلى ترخيص أحد الوالدين