لم تتمكّن كلّ الاحزاب السياسيّة في تونس من النزول بثقلها في كلّ دوائر الانتخابات البلدية، وما عدا حركتي النهضة و النداء، لم تستطع بقيّة الأحزاب والائتلافات تجاوز تعقيدات الانتخابات المحليّة وشروطها، فيما لم تتجاوز بعض القائمات مرحلة الغربلة التي اشرفت عليها الهيئة الانتخابية ، و التي افضت إلى نزول أحزاب و خروج أحزاب أخرى من السباق. وعلى إثر عملية الفرز، وجدت بعض الأحزاب نفسها خارج السباق فاستغلّت القائمات المتسقلّة "كمطيّة"، إذ لم يتمكن حزب البديل لمهدي بن جمعة من تحصيل قائمة حزبيّة خاصة بعد سقوط قائماته الأربعة في مرحلة الفرز الاولية فيما يخوض حزب تونس أولا لرضا بلحاج غمار الانتخابات بقائمة يتيمة ، و بدل ان تعترف هذه الاحزاب بفشلها في تشكيل القائمات الانتخابيّة اتخذت دعمها للقائمات المستقلة كذريعة لتغطية فشلها و كذّب حزب البديل الهيئة الانتخابية نافيًا مشاركته بقائمات حزبيّة، مع التذكير أنّ الهيئة أكدّت انها اسقطت اربع قائمات للحزب المذكور ليجيب الاخير بانه يوجد تشابه في الاسماء بينه و بين حزب ثاني اسمه البديل. وأشار الحزب في بيان أصدره يوم الثلاثاء 5 مارس 2018 إلى أنّه ممثّل ب70 قائمة 34 إئتلافية و36 قائمة مستقلة. فيما تضمنت وثائق رسمية صادرة عن الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات ان حزب البديل التونسي، الذي يترأسه المهدي جمعة تقدم ب4 قائمات حزبيّة. القيادي في حزب تونس أوّلا رضا بالحاج عزى من جانبه ، غياب حزبه في البلديات او مشاركة حزبه بقائمة يتيمة بمشاركته في قائمات ائتلافية و بدعمه لقائمات مستقلة ، مشيرا الى ان قوة الأحزاب لا تُقيّم بعدد القائمات المرشحة للانتخابات البلدية مشيرا الى ان هذا التقييم يعدّ "سطحيّا". وأضاف رضا بالحاج حركة تونس أولا لم تقدم قائمة وحيدة كما أشار البعض لأننا في الأساس جزء من قوائم الاتّحاد المدني. وتابع رضا بالحاج نحن ومشروع تونس وآفاق جزء من قوائم مستقلة تصل الى 400 قائمة مضيفا نحن نسعى على المدى المتوسط اي انتخابات 2019 وما بعدها. واكد رضا بالحاج ان الانتخابات البلدية المقبلة ستفرز مشهدا سياسيا جديدا. و يفصل التونسيين عن الانتخابات البلديّة 60 يومًا ، وسط استعدادات ضخمة على المستوى الرسمي وحشد جماهيري للأحزاب ، و بات الاستحقاق البلدي الذي تعول عليه الأحزاب، محطّ انظار الاوساط الدولية ، التي تؤكد ان المحليات هي التي ستحدّد المسار السياسي لتونس و نجاحها مرتهن بنجاح ثورة الربيع العربي . وتعدّ الانتخابات البلدية التي سيتم اجراؤها في ماي القادم ، أول انتخابات بلدية في تونس بعد ثورة الياسمين في 2011، إذ أن آخرها كانت في 2010 ومن المقرر أن تنطلق يوم 6 ماي المقبل تحت إشراف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات و تهدف هذه الانتخابات لانتخاب أعضاء المجالس البلدية في بلديات تونس، والبالغ عددها 350 بلدية.