بعد سنوات من الركود الذي خيّم على القطاع السياحي في تونس نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة والهجمات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع الحيوي، بدأت السياحة التونسية تعيش نوعا من الانتعاش. و تكشف مؤشرات وأرقام الموسم السياحي الأخير عن قفزة استثنائية حققتها السياحة والتي تمكنت من تحقيق انتعاش كبير وتجاوز الأزمات والخسائر الفادحة التي ضربت القطاع خلال السنوات الماضية. ولعل عزم كل من بريطانيا واليونان استئناف رحلاتهما الى تونس بعد سنوات من الانقطاع ، وعودة عدد من شركات الأسفار العالمية إلى التعامل مع تونس، من شأنه أن يحقق دفعة لا بأس بها في الرصيد السياحي لتونس. وقد التقت وزيرة السياحة و الصناعات التقليدية سلمى اللومي الرقيق برئيس مدير عام شركة tui العالمية Friedrich Joussen و مدير عام مجموعة thomas cook Petef Fankhauser بعد إنقطاع دام سنتين . وهما ابرز الشخصيات العالمية في مجال السياحة و السفر حيث تسيطر شركاتهما على 80% من مجموع السياحة الأوروبية. وقد تباحثت اللومي معهما حول عودة شركات الطيران التابعة لكل منهما إلى تونس بداية من منتصف شهر مارس الحالي وبالخصوص ( شركتي tui fly و Condor ). ومن المتوقع أن تحقق الشركتان أرقاما قياسية في عدد السياح القادمين من ألمانيا وفرنسا و انقلترا إلى تونس خلال السنة الحالية. كما تباحثت اللومي معهما سبل تطوير العمل المشترك للنهوض بجودة المنتوج التونسي وتطوير السياحة البديلة. وكانت بريطانيا واليابان قد اتخذتا خطوات عملية لاستئناف الرحلات إلى تونس مجددا بعد 3 سنوات من الانقطاع، وهو ما سيجعل بقية الشركات السياحية العالمية تفكر في التسابق نحو السياحة التونسية. وعمّ التفاؤل الأوساط السياحية في تونس بعد أن أعلنت الحكومة اليابانية تعليقا جزئيا لحظر السفر الذي فرضته منذ 2015، ما يعطي أملا كبيرا بانتعاش القطاع الذي مرّ بأزمات حادة في الأعوام الأخيرة. وفي خضم هذا الشأن، قالت وزارة الخارجية في بيان سابق على موقعها الإلكتروني إن "مراجعة تحذير السفر الياباني يشمل تغيير تصنيف 17 ولاية من بين 24، من المستوى الثاني إلى المستوى الأول، ما يعني أن الوجهات التي شملتها المراجعة أصبحت آمنة اليوم". وبدوره ، استأنف الوكيل السياحي البريطاني "توماس كوك "مؤخرا رحلاته الجوية لنقل السياح إلى تونس في إطار برنامج أسبوعي سيؤمن ثلاث رحلات أسبوعية إلى عدد من مطارات تونس، وذلك بعد 3 سنوات من الغياب. وتعد توماس كوك أول شركة سياحة بريطانية كبرى تستأنف عملياتها في تونس منذ 2015 في إطار الحظر الذي فرضته بريطانيا على تونس. . وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد خففت تحذيرها العام الماضي. وقالت مجموعة توي، منظمة الرحلة التي سقط ضحايا فيها، إنها تخطط لعرض قضاء العطلات في تونس من جديد بداية من ماي المقبل. وقال الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك بيتر فانخوسر إن الشركة بذلت كل ما في وسعها من أجل الأمن. وأضاف فانخوسر "سيكون من الغباء أن اقول أن أي وجهة آمنة بنسبة 100%، ولكن ما أستطيع قوله هو أننا أخذنا وقتاً لاتخاذ قرار إعداد برنامجنا". وكانت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي الرقيق قد التقت بوزير الدولة البريطاني المكلف بالأمن "بان والاس" بمناسبة زيارة قام بها لتونس لتباحث سبل تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائي بين تونس والمملكة المتحدة خاصة في مجالات الأمن والسياحة والاستثمار، كما أثنى الوزير البريطاني على المجهودات التي تبذلها تونس لتأمين المنشآت والمواقع والمسالك السياحية ونقاط العبور، معبراً عن ثقته في عودة السياح البريطانيين بكثافة للاستمتاع بما توفره بلادنا من منتوجات سياحية متنوعة. ويعتبر خبراء السياحة عودة كبار الشركات السياحية إلى تونس إعلاناً حقيقياً لتعافي القطاع الذي عانى كثيراً من تداعيات العمليات الإرهابية التي استهدفت البلاد وتردي وضع الأمن في البلاد، معتبرين أن 2018 ستكون سنة عودة الوجهة التونسية إلى الأسواق العالمية.