يستند التمشّي الإقتصادي التونسي على جملة من المبادئ التي تُترجم حرص تونس كدولة على ارساء الاستقرار الاقتصادي و تحفيز المؤشرات في مختلف المجالات بهدف تدعيم حضورها وإشعاعها و تنمية صادراتها وفتح آفاق أمام الفاعلين الاقتصاديين لاقتحام أسواقها وفسح المجال لكفاءاتها للعمل في مناخ سليم و مشجع . وتُشيرُ المؤشرات الاقتصادية الأخيرة و التصريحات المتتالية للمسؤولين إلى تحسّن في المؤشرات الاقتصادية رافقه تحسّن في الميزان التجاري الغذائي و التجارة الخارجية في الأشهر القليلة الماضية ، مدفوعة بارتفاع قيمة الصادرات و تقلّص الواردات وقد استعاد انتاج الفسفاط وصادراته نسقا قويا فيما بدأ الاستثمار (الوطني والاجنبي) ينتعش. و أكد وزير الطاقة والمناجم خالد قدور، أمس الخميس 5 أفريل ، أن انتاج الفسفاط استعاد وتيرته المعهودة وان الحكومة ماضية في الوفاء بتعهداتها تجاه القاطنين قرب الحوض المنجمي وتطاوين. وقال قدرو ان الموارد الطاقية لتونس تقدر بنحو 4840 الف طن مكافئ نفط 9551 الف طن مكافئ نفط من الطاقات الاولية مما يعني انها تغطي اقل من 50 بالمائة من الحاجيات المحلية. و استأنفت شركة الفسفاط نسقها العادي بداية هذا الأسبوع ، في مختلف المواقع وذلك على اثر الاجتماع الموسع الذي عقدته تنسيقية معتصمي المظيلة لتدارس الاوضاع بالجهة وقد اصدرت التنسيقية بيانا بالمناسبة اكدت فيه على التمسك باطلاق سراح جميع الموقوفين من ابناء المعتمدية وايقاف التتبعات العدلية في حقهم كما شدد البيان على حق المعتصمين في التشغيل. و انعقدت جلسة بين المعتصمين وبعض الجهات الرسمية توصلت الى انهاء الازمة القائمة من خلال الاتجاه الى اطلاق سراح الموقوفين والاستجابة لمطالب الجهة التشغيلية وعلى هذا الاساس اعلنت التنسيقية تعليق الاعتصام وفسح المجال لاستئناف نشاط شركة الفسفاط في انتظار تفعيل المطالب المطروحة في اقرب الاجال ومن المنتظر ان يستانف معمل المظيلة1 انشطته ايضا في الفترات القادمة بعد اضطرابات عرفتها مختلف وحداته الانتاجية. و يربط مراقبون انّ مردّ هذا التحسن يعود إلى الموقف التصعيدي الذي اتخذته الحكومة بعد تمسكّها بسياسة الخطاب الناعم عى مدى سنوات طويلة و الذي لم يتسبب حسب الخبراء، سوى في تعميق الازمات بدلا من حلحلتها. وتشهد مناطق الحوض المنجمي ومواقع انتاج النفط جنوب البلاد بين الفينة والاخرى حالات احتقان اجتماعي أدت في احيان كثيرة الى توقف وحدات الانتاج. وتدخلت الحكومة مؤخرا لحل ملف الفسفاط جنوب البلاد من خلال التلويح بتتبع من يقف خلف تعطيل عجلة انتاج الفسفاط قضائيا كما لجأت الى فض بعض الاعتصامات بالقوة. وارتفع الاستهلاك الوطني من الطاقة الاولية بحلول سنة 2016 زهاء 6775 الف طن مكافئ نفط تتوزع على 35 بالمائة لقطاع النقل و 32 بالمائة للقطاع الصناعي و 17 بالمائة لقطاع الخدمات.