بدأ الغشاء النقابي لاكبر منظمة شغيلة في تونس ( اتحاد الشغل) يتحلّلُ يوما بعد يوم ليكشف عن وجهٍ ثاني للمنظمة التي ما فتئت تُطالب بمطالب سياسوية لا علاقة لها بالعمل النقابي لا من قريب او من بعيد ، إذ لا يمكن ان ينكر احد الدور الذي تضطلع به المنظمة في تعيين حكومات و الإطاحة بأخرى ، حتى ان البعض و بنبرة سخرية بات يقول ان اتحاد الشغل تحول "الى دولة وسط دولة" ، ينتقد من يشاء و متى يشاء في الوقت الذي لا يقدر احد على نقده او التجرأ عليه . وارتفعت حدة الانتقادات الموجهة للاتحاد العام التونسي للشغل ، على خلفية انغماسه في العمل السياسي على حساب مهمته النقابية والاجتماعية، وسط جدل متصاعد حول الدور الموكول لهذه المنظمة النقابية في مرحلة حساسة مثل التي تمر بها تونس. وقال الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، أمس الاثنين 9 أفريل 2018، إنه "عكس ما تروج الحكومة بكون المؤسسات العموميّة المعنية بالإصلاح أو التفويت هي المؤسسات التي تشكو من إشكاليات" لافتا الى أن الحكومة تعتزم التفويت في مؤسسات بعينها وان الشاري "متاعها موجود"، مضيفا أن مشكل القطاع العام هو عدم القدرة على تحديد مكامن الخسائر. ودعا الطبوبي الحكومة الى مصارحة الشعب وتوضيح الصعوبات التي تمر بها البلاد ،مؤكدا على ضرورة البحث عن حلول لدعم الصناديق الاجتماعية ومن بينها السيطرة على الاقتصاد الموازي الذي قال انه يمثل 54 % من اقتصاد البلاد. واستنكر امين عام المنظمة الشغيلة استناد الحكومة على الاغلبية البرلمانية قائلا " بنبرة التحدي وبنبرة الاغلبية في مجلس نواب الشعب يولون سوف نمر الى المجلس ونواب الشعب ونتخذ القرارات"، ورد على الحكومة "انتم خوذوا قراراتكم غادي واحنا عنا القوة على الأرض باش ندافعو على الخيارات الى وصلتونا ليها" وختم الطبوبي مداخلته "يلزمنا حكومات عندها نباهة...فاتكم الركب لان الاصلاح يلزمو ضوابط". ومع تكثيف نور الدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل من تحركاته السياسية باتجاه الضغط لإحداث تغييرات تتماشى مع هواه ، ارتفعت حدّة الانتقادات لهذه المنظمة، التي اتهمها البعض بالسقوط في العمل السياسي ، و لعلّ اهم التصريحات تلك التي جاءت على لسان الطيب البكوش، الأمين العام الحالي لاتحاد المغرب العربي، والأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي حذر من مغبة سقوط الاتحاد العام التونسي للشغل في الصراع السياسوي. وقال إن الاتحاد العام التونسي للشغل هو "قوة اقتراح ومشارك فعال في القرارات، وجزء من الوحدة الوطنية منذ فترة ما قبل الاستقلال، وإنه يُسيّر بنفس الاستراتيجية وبنفس العقلية منذ تأسيسه". واستدرك البكوش حديثه، ليدعو في المقابل إلى عدم الخلط بين العمل الاجتماعي في بعده السياسي العام وبين العمل "السياسوي"، مشددا في هذا السياق على ضرورة اقتصار دور المنظمة النقابية على تقديم اقتراحاتها في الملفات التي تهم شؤون البلاد عموما دون دخولها في الحسابات الحزبية والعملية الانتخابية ومساندة طرف سياسي دون آخر. يذكر أن الناطق الرسمي باسم نداء تونس المنجي الجرباوي ، اتهم بدوره النقابات ب"السعي إلى وضع يدها على الدولة بالقوة والترهيب والوعيد". وكان الحرباوي قد نشر في فيفري الماضي تدوينة في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي، قال فيها إن "تونس لم تعد تتحمل فوضى النقابات التي تسيست أكثر من اللازم حتى باتت أعشاشا لكل المفلسين في السياسة".