أيام تُعَدُّ على أصابع اليد تفصلنا عن موعد خوض غمار الاستحاق الانتخابي البلدي المزمع اجراؤه في 6 ماي 2018 .. موعد لطالما انتظرته تونس وهاهي بصدد تحقيقه بعد أكثر من 7 سبع سنوات من اندلاع ثورة "الحرية والكرامة" .. وبدأت ال 2074 قائمة انتخابية المترشحة حملاتها الانتخابية للفوز ب7177 مقعداً بلدياً، موزعة على 350 دائرة بلدية؛ وذلك في انتظار الحسم النهائي في الانتخابات البلدية التي ستجرى في 6 ماي المقبل، وسط مخاوف من عزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع. وستتواصل الحملة الانتخابية إلى غاية 4 ماي بمشاركة 1055 قائمة، تمثل 22 حزباً سياسياً، و860 قائمة انتخابية مستقلة، إضافة إلى159 قائمة انتخابية ائتلافية تضم أكثر من حزب سياسي. مشاركة عدد كبير من المستقلّين "مسألة صحية" و اعتبر مراقبون أن عدد القوائم المستقلة والذي يزيد عنه قليلا عدد القوائم الحزبية يجعل للمستقلين حظوظا كبيرة في تحصيل مقاعد أكبر في مجالس البلديات. وفي خضم هذا الشأن، اعتبرت رئيسة الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات "عتيد" ليلى الشرايبي أن العدد الكبير للقوائم المستقلة المرشحة للانتخابات البلدية "شيء صحي". وأوضحت الشرايبي، في تصريح لصحيفة العرب اللندنية، أن تقدم المستقلين للترشح لاستحقاق محلي "دليل على وجود وعي بأهمية الانتخابات البلدية وأن المواطنين يريدون المشاركة فيها". ومن جانبه، يرى رفيق الحلواني المنسق العام لشبكة "مراقبون" إن الشأن المحلي ليس سياسيا فقط إذ يتعلق في جانب مهم منه بمشاغل المواطن في مدينة ما وهي مشاغل تختلف عن المسائل المتعلقة بالشأن الوطني. وأفاد بأن العديد من الأشخاص يرفضون على المستوى المحلي أن يعملوا مع الأحزاب. ولئن اعتبر الحلواني أن الأحزاب الكبيرة في تونس لها حظوظ كبيرة في الفوز بأغلب مقاعد المجالس البلدية القادمة باعتبار الإمكانية البشرية والمادية الهامة التي لديها، لكن هذا لا يمنع أن للمستقلين حظوظا كبيرة في الانتخابات البلدية القادمة، وف تقديره. لأول مرة .. مشاركة الأمنيين والعسكريين في الانتخابات وأعلنت وزارتا الداخلية والدفاع استعدادهما الكامل لتأمين المسار الانتخابي، وبخاصة بعد نجاحهما في إخراج التنظيمات الإرهابية من المعادلة الأمنية، وتحقيق مكاسب ميدانية بتشديد الخناق على بعض المجموعات الإرهابية المتحصنة في بعض المناطق الجبلية. وسيشارك أكثر من 36 ألفاً من رجال الأمن والعسكر في الانتخابات البلدية، لأول مرة في تاريخ تونس، التي ستمثل أول مشاركة لهم في العمل السياسي، ومن المنتظر أن يدلوا بأصواتهم في 29 من أفريل الحالي، أي قبل أسبوع واحد من تصويت الناخبين المدنيين. منافسة على أشدّها .. وتتأهب مختلف القوائم الانتخابية لتنظيم اجتماعات شعبية وأنشطة ميدانية في مختلف الدوائر البلدية، فضلاً عن التحضير الجيد لمتطلبات الحملة للانتخابات البلدية وشعاراتها الكثيرة قصد إقناع الناخبين بالمشروع الذي تطرحه كل قائمة على حدة، وبخاصة في ظل التنافس الذي سيكون على أشده بين الأطراف الحداثية والأطراف المحافظة. وفي هذا الصدد، أكد محسن النويشي، المكلف ملف الانتخابات والحكم المحلي في حركة النهضة، أن الحملة الانتخابية ستعتمد مجموعة من البرامج، الرامية إلى خدمة الناخبين، وإقناع المقبلين على مكاتب الاقتراع بالتصويت لفائدة حزبه. ودعا الأحزاب المنافسة إلى إقناع الناخبين عبر برامج جدية، والابتعاد عن «حملات التشويه المغرضة»، على حد تعبيره. ومن جانبه ، أوضح أنيس غديرة، رئيس اللجنة الانتخابية ل«حركة نداء تونس»، أن حزب النداء استعد جيداً للحملة، ونظم حلقات تدريبية لفائدة المرشحين في القائمات الانتخابية، شملت مجالات التواصل والعمل البلدي والقانون الانتخابي. موضحاً أن الحزب حضر برنامجاً على المستوى الوطني، وبرامج انتخابية أخرى خاصة بالبلديات. وقد اختار شباب حزب النداء شعار «الدار الكبيرة» للترويج لمرشحيه في الانتخابات البلدية المقبلة. لكن هذا الشعار تعرض إلى تأويلات سلبية من قبل من وصفهم غديرة ب«ذوي النفوس المريضة».